الأصل فيها أنها واحد، الكرامة والمعجزة هي الخارق للعادة، فإذا كان من باب التَّحدي كما جاءت به الرسل فهذه يُقال لها: معجزات في الاصطلاح، وتُسمَّى: كرامات في المعنى أيضًا.
وإن كانت على يد المؤمنين وليسوا ممن ادَّعى الرسالةَ، بل هم من أتباع الرسل، فهذه أخص باسم الكرامة، وهي معجزة أيضًا للنبي الذي جاء بما عليه هذا المؤمن.
فإن كانت ليست مع الأنبياء ولا مع المؤمنين؛ فهي من الشَّعاوذ التي تأتي بها الشياطين، وإن سُميت: خارقًا، لكنَّها في الحقيقة شعوذة من الشيطان، وتزيين من الشيطان وتلبيس؛ حتى يظنَّ الناسُ أنَّ هذا مؤمن، أو أنَّ هذا نبي، وليس كذلك.
ولهذا قال العلماء كما تقدم: الميزان التزامه بالشرع، مَن كان مُلتزمًا بالشرع مُستقيمًا عليه ظاهرًا وباطنًا؛ فما وقع له من الخوارق فهو كرامة، وإن كان غير ملتزمٍ فإنه مما تأتي به الشَّياطين من الخوارق لأربابها؛ للتلبيس على الناس، أو لقضاء حوائج أوليائهم من الإنس، كما قد يفعل السَّحرة والكهان والمنجمون؛ تلبيسًا من الشياطين وتغريرًا بهؤلاء.