يدخل فيها تارك الأوامر، وفاعل النَّواهي، ما عدا الصلاة، فإنَّ الحقَّ أن تاركها كافر كفرًا أكبر، هذا هو الصواب فيه، أما الزكاة والصوم والحج فالجمهور على أنَّ تاركها من غير جحدٍ؛ لم يجحد وجوبها، ولكن تركها من غير جحدٍ، فهذا لا يكفر، ولكن يكون له حكم العُصاة -أهل الكبائر- وأما تارك الصلاة فاختلف العلماء فيه اختلافًا كبيرًا، ولكن الراجح والأصح أن تاركها كافر كفرًا أكبر؛ لقول النبي ﷺ: بين الرجل وبين الكفر والشِّرك ترك الصلاة خرَّجه مسلم في "صحيحه" من حديث جابرٍ ؛ ولقول النبي ﷺ أيضًا: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمَن تركها فقد كفر خرَّجه الإمامُ أحمد وأهل السنن بإسنادٍ صحيحٍ عن بُريدة ؛ ولحديث: رأس الإسلام وعموده الصلاة؛ ولأحاديث أخرى: كحديث أنَّ النبي ﷺ بايع أصحابَه أن لا يُنازعوا الأمر أهله، قال: إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان، وفي اللَّفظ الآخر قال: ما أقاموا فيكم الصلاة، فدلَّ ذلك على أنَّ الذي لا يُقيم الصلاة قد أتى كفرًا بواحًا، نسأل الله العافية.
هل يدخل تارك الأوامر في: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}؟
بالنسبة لقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48] يدخل فيها تارك الأوامر كالصَّلاة؟