يعني: صانع العالم، من باب الإثبات، لا من باب أنه موصوف، يقال: الصانع، ولو قال: "الخالق" لكان أفضل؛ لأنَّ الشريعة جاءت بالخالق، وجاءت بالفعل للصنع: صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ [النمل:88]، لكن الصانع ما نعلم أنه جاء ذكره، لكن عبَّروا به مثلما يُقال: الموجود، والشيء، من باب نفي الحجة.
وقد يُقال من باب الإيضاح للعقول، الله جعل للناس عقولًا يفهمون بها ويعقلون بها ما ينفعهم وما يضرهم، فالعباد يعرفون أي: يخضعون لهذا المدبر للكون، والقائم بهذا الكون، ففي فطرة الإنسان تعظيم هذا الذي خلق هذا الكون، ودبَّر هذا الكون، وجعل فيه ما جعل، فلا يزال هذا العقل ينمو ويزداد خضوعًا، ويزداد ذلًّا لهذا الذي خلق هذا العالم، والإنابة إليه، والتَّعلق به إلى أن تكمل المعرفة، فجاءت الرسل لتكميل هذه المعرفة وتأييدها ونصرها وتفصيلها؛ حتى يكون هذا الإنسان العاقل وهذا الجني العاقل أكمل ما كان في بصيرته بخالقه وصانعه، وأداء حقه، وترك ما يُغضبه، فإنَّ نفوس العباد وعقولهم مفطورة على هذه الأشياء؛ على الخضوع، وعلى الذل والتقرب لمن بيده التدبير والإعطاء والمنع، فالعاقل يخضع لهذا الشيء، فليس هناك إلا صانع هذا العالم وهو الله .
معنى وحكم إطلاق «الصَّانع » على الله تعالى؟
إطلاق الصَّانع على الله؟