الجواب:
فيه أنواع من العلاج ممن ابتلي بالسحر.
الأول: أن ينظر فيما فعله الساحر إذا عرف، فإن عرف ما عمله الساحر؛ أبطل، فإذا عرف أنه مثلًا جعل شعرًا في حبال، وربط هذا بهذا، أو في أمشاط، أو في غير ذلك، إذا عرف أنه فعل هذا الشيء وجعله في المكان الفلاني؛ أزيل هذا الشيء، وأخذ، وأحرق، وأتلف، فيبطل مفعول ما فعل.
الثاني: أن يُلْزم بذلك إذا عرف أنه الساحر، أن يلزم أن يزيل ما فعل، وأن يقال له: إما أن تفعل، وإما ضربنا عنقك، فهو يُلزم بهذا الشيء الذي فعل حتى يزيله، يلتمسه من محله، ويزيله إذا عرف، إذا عرف أنه هو الساحر الذي فعل هذا الشيء، وتعاطى هذا الشيء، ثم بعد ذلك إذا أزال هذا الشيء يقتله ولي الأمر.. لأن السحرة لا يجوز إقرارهم، بل يجب قتلهم؛ لأنهم يضرون الناس، وقد روي عنه ﷺ أنه قال : حد الساحر ضربه بالسيف روي مرفوعًا، والصواب وقفه على الصحابي الجليل جندب أنه قال: (حد الساحر ضربه بالسيف).
وكتب أمراء الجيش في الشام إلى عمر أنهم وجدوا سواحر، فأمر بقتلهم، ولما وجدت حفصة -رضي الله عنها- أم المؤمنين جارية لها تتعامل بالسحر قتلتها.
فالمقصود: أن السحرة الصحيح فيهم: أنهم يقتلون، وإذا عرف أنهم السحرة ألزموا بأن يزيلوا ما فعلوا من السحر لفلان، أو لفلانة حتى يزيلوه.
النوع الثالث: القراءة، فإن لها أثرًا عظيمًا في إزالة السحر، كونه يقرأ في ماء آية الكرسي اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255] وآية السحر التي في سورة الأعراف، أو في سورة يونس، أو في سورة طه، ويقرأ معها قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين يقرأ في ماء، ويشرب منه صاحب السحر -المسحور يعني- ويتروش به مرة، أو مرتين، أو أكثر فإنه يزول بإذن الله، وقد ذكر هذا العلماء، كما ذكر الشيخ عبدالرحمن بن حسن -رحمه الله- ذلك في كتابه فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، في باب ما جاء في النشرة، وذكره غيره.
ونوع رابع مع القراءة: أن يأخذ ورقًا من السدر الأخضر -سبع ورقات من السدر الأخضر- يدق، ويقرأ في هذه الآيات، ويقرأ فيه السور المذكورة، ويشرب منه، ويغتسل بالباقي، هو أيضًا نافع، وهو مجرب لهذا، كما أنه مجرب أيضًا للرجل إذا حبس عن زوجته، ولم يأتها، فإنه إذا قرأ بهذه الآيات، والسور، وشرب من ذلك، وتروش بذلك؛ نفعه هذا بإذن الله... ورقة السدر دقها، وجعلها في الماء، وتروش به مرة، أو مرتين_ نفعه بإذن الله.
وآية الأعراف معروفة، وهي قوله سبحانه: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ [الأعراف:117- 119] هذه من سورة الأعراف.
ومن سورة يونس: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ [يونس:79 -82].
وفي سورة طه يقول -جل وعلا-: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى [طه:65 -69].
هذه الآيات التي من السور الثلاث ينفث بها في الماء، ويقرأ بها.. ويقرأ: قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، وإذا قرأ مع ذلك "اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا" ثلاث مرات طيب، وإذا قرأ مع ذلك "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس، أو عين حاسد، اللهم يشفيك.." ثلاث مرات أيضًا، فهذا أيضًا من أسباب الشفاء، والعافية، ثم يشرب من هذا الماء، ثم يغتسل به، وإن قرأ عليه القارئ -قرأ على المسحور- بهذه الآيات، ونفث بها عليه على صدره، أو على يده، أو على رأسه، وتفل بها عليه، فذلك من أسباب الشفاء له.