الجواب:
الذي أوصى به النبيُّ ﷺ الحسن: علَّمه ﷺ القنوت: اللهم اهدني فيمَن هديتَ، وعافني فيمَن عافيتَ، وتولَّني فيمَن تولَّيتَ، وبارك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، فإنه لا يذلُّ مَن واليتَ، ولا يعزُّ مَن عاديتَ، تباركتَ ربنا وتعاليت.
وكان النبي ﷺ يقول في آخر وتره: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمُعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أُحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيتَ على نفسك خرَّجهما الخمسة: أحمد وأهل السنن.
فهذا يدل على شرعية قنوت الوتر، وأن يقول هذا الدعاء، وحديث الحسن ثابت، وحديث عليٍّ ثابت أيضًا، وهو يدل على شرعية القنوت.
وكان بعضُ السلف من الصحابة وغيرهم لا يقنتون إلا في النصف الأخير من رمضان، والصواب أنه مشروع دائمًا في الوتر: في رمضان وفي غيره؛ لحديث الحسن وما جاء في معناه.
أما زيادة "ولا يعزُّ مَن عاديتَ" فالمؤلف ذكرها هنا، وذكر الحافظُ رحمه الله وجماعة أنها في بعض نسخ أبي داود، وذكرها البيهقي رحمه الله، وليست عند الترمذي وابن ماجه وأحمد والنَّسائي، والمؤلف ذكرها هنا لأنها جاءت عند أبي داود في بعض النُّسخ.
س: بالنسبة لإطالة القنوت والأدعية في هذه الأيام، ما رأيكم فيه؟
ج: لا بأس أن يزيد، ولكن ينبغي أن يُراعي عدم الطول، لا يشقّ على الناس، لو زاد دعوات لا بأس، لكن لا يشقّ على الناس؛ ولهذا كان عمر يزيد: "اللهم إنا نستعينك ونستهديك .." إلى آخره، فإذا زاد بعض الدَّعوات لكن يُراعي عدم المشقَّة.