الجواب:
ما أتذكر فيها شيئًا إلا قوله تعالى: قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ [ص:86].
على كل حالٍ، النصوص إذا تأمَّلها المؤمنُ يظهر منها أنه لا ينبغي التَّكلف، وأنه ينبغي للمسلمين فيما بينهم أن يتسامحوا؛ حتى تحصل المودة، ويحصل التعاون والتَّزاور، أما مع التَّكلف فيقلّ ذلك، والواقع من فعل الصحابة يدل على هذا، وسمعت قصة عتبان بن مالك:
دعا النبيَّ يُصلي في بيته، والمسافة بعيدة، ولم يصنع إلا عصيدة، عصيدة قدَّمها لهم، حريرة، والعصيدة تقدَّم لكم بيانها، وأنها عصيدة من الدقيق يُلقى فيها بعض الأحيان شيء من الشحم، وبعض الأحيان تُلقى فيها قطع صغيرة من اللحم، هذا معروف عند أهل نجد أيضًا، من قديم يصنعون هذه العصائد، يجعلون فيها شيئًا من الدهن –الشحم- أو شيئًا من اللحم القليل، قطعًا قليلة.
وهذا... فيما مضى... في حالة المدينة من كل الوجوه، لا من جهة أنهم يعيشون على التمر، ولا من جهة الطعام، وأنه طعام خفيف، وأنه من الحنطة، وأنه يوضع فيه شيء قليل من الشحم أو من اللحم القليل الذي يُقددونه، كما فعلت العربُ، وهو اللحم الذي ييبس ثم
يُؤكل منه قليلًا قليلًا في الطعام، كان هذا معروفًا في أول هذا القرن -في أول القرن الرابع عشر الماضي وفيما قبله- فيما ذكره العارفون بنجدٍ، لكن اتسعت الدنيا على الناس، كما اتسعت عليهم في عهد بني أمية، وعهد بني العباس، واتسعت هنا في النصف الأخير من
القرن الماضي، وفي هذا الوقت.