الجواب:
وأيش يقول؟
الطالب: بسم الله الرحمن الرحيم. قال: بَابُ مَا جَاءَ فِي مَوْتِ كِسْرَى وَإِخْبَارِ النَّبِيِّ ﷺ بِذَلِكَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَاذَانُ أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ فَارِسَ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ ﷺ: إِنَّ رَبِّي قَدْ قَتَلَ رَبَّكَ يَعْنِي كِسْرَى. قَالَ: وَقِيلَ لَهُ -يَعْنِي النَّبِيَّ ﷺ- إِنَّهُ قَدِ اسْتَخْلَفَ ابْنَتَهُ، فَقَالَ: لَا يُفْلِحُ قَوْمٌ تَمْلِكُهُمُ امْرَأَةٌ. وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيِّ، أَنَّهُ لَمَّا رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ مِنْ عِنْدِ قَيْصَرَ وَجَدَ عِنْدَهُ رُسُلَ عَامِلِ كِسْرَى عَلَى صَنْعَاءَ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَدْ كَانَ كَتَبَ إِلَى كِسْرَى، فَكَتَبَ كِسْرَى إِلَى صَاحِبِهِ بِصَنْعَاءَ يَتَوَعَّدُهُ وَيَقُولُ: أَلَا تَكْفِينِي رَجُلًا خَرَجَ بِأَرْضِكَ يَدْعُونِي إِلَى دِينِهِ، لَتَكْفِنِيهِ أَوْ لَأَفْعَلَنَّ بِكَ، فَبَعَثَ صَاحِبُ صَنْعَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمَّا قَرَأَ النَّبِيُّ ﷺ كِتَابَ صَاحِبِهِمْ تَرَكَهُمْ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: اذْهَبُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ فَقُولُوا: إِنَّ رَبِّي قَدْ قَتَلَ رَبَّكَ اللَّيْلَةَ، فَانْطَلَقُوا فَأَخْبَرُوهُ، قَالَ دِحْيَةُ: ثُمَّ جَاءَ الْخَبَرُ بِأَنَّ كِسْرَى قُتِلَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ.
وَذَكَرَهُ أَيْضًا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ بِمَعْنَاهُ، وَسَمَّى الْعَامِلَ الَّذِي كَتَبَ إِلَيْهِ كِسْرَى، فَقَالَ: بَاذَانُ صَاحِبُ الْيَمَنِ، فَلَمَّا جَاءَ بَاذَانَ الْكِتَابُ اخْتَارَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ وَكَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ بِمَا كَتَبَ بِهِ كِسْرَى مِنْ رُجُوعِهِ إِلَى دِينِ قَوْمِهِ أَوْ تَوَاعُدِهِ يَوْمًا بِلِقَائِهِ فِيهِ، ثُمَّ ذَكَرَ مَعْنَاهُ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ: وَأَبْلِغَاهُ أَنَّ رَبِّي قَتَلَ رَبَّهُ فَكَانَ كَمَا أَخْبَرَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِاللهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَقْبَلَ سَعْدٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: إِنَّ وَجْهَ سَعْدٍ خَيْرٌ، أَوْ قَالَ: الْخَيْرُ، قَالَ: قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَ، أَوْ قَالَ: قُتِلَ كِسْرَى، فَقَالَ: لَعَنَ اللهُ كِسْرَى، أَوَّلُ النَّاسِ هَلَاكًا فَارِسُ ثُمَّ الْعَرَبُ.
ورجاله كالآتي: أبو عبدالله الحافظ هو محمد بن عبدالله الحاكم الإمام صاحب المستدرك، وأبو سعيد ابن أبي عمرو هو محمد بن موسى وثقة الذهبي، وأبو العباس الأصم هو محمد بن يعقوب السناني وثقه ابن خزيمة وأبو نعيم والذهبي وغيرهم، وقال عنه الذهبي في السير: سمع من الآباء والأبناء والأحفاد، وكفاه شرفا أن يحدث طول تلك السنين ولا يجد أحد فيه مغمزا بحجة، وأحمد بن يونس هو أحمد بن عبدالله بن يونس ينسب لجده ثقة حافظ من كبار العاشرة، روى له الجماعة، وأبو بكر بن عياش هو الأسدي المقرئ مشهور بكنيته والأصح أنها اسمه، رجح ذلك أبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال، وابن حجر ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه الصحيح من السابعة روى مسلم في المقدمة وأهل السنن، وداود هو داود بن علي بن العباس بن عبدالمطلب الهاشمي أبو سليمان أمير مكة وغيرها مقبول من السادسة، روى له البخاري في الأدب المفرد والترمذي، وأبوه علي بن العباس ثقة عابد من الثالثة روى له البخاري في الأدب المفرد ومسلم وأهل السنن، وقال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رجلا من أهل فارس أتى النبي ﷺ فقال: إن ربي تبارك وتعالى قد قتل ربك -يعني كسرى- قال فقيل له يعني النبي صلى الله عليه وسلم إنه قد استخلف ابنته، قال: فقال: لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة قلت: هذه العبارة الأخيرة رواها البخاري في صحيحه، والحديث بكامله رواه البيهقي في دلائل النبوة من طريق أسود بن عامر، قال الألباني بعده في الصحيحة: وإسناده على شرط مسلم ولا علة فيه سوى ما يخشى من عنعنة الحسن البصري من التدليس، ولكنه صرح بالتحديث في رواية أخرى عند أحمد؛ فصح الحديث والحمد لله.
وأخرج أبو نعيم عن دحية بن خليفة الكلبي أن النبي ﷺ قال: اذهبوا إلى صاحبكم فأخبروه أن ربي قد قتل ربه الليلة يعني كسرى، وصححه الألباني في صحيح الجامع، ولم أقف على سنده عند أبي نعيم.
ورواه ابن جريج الطبري في التاريخ عن يزيد بن أبي حبيب مرسلًا.
الشيخ: بارك الله فيك، فيه الإخبار بموته، لا بأس به، السند الأول مقبول، لكن له شاهد، الثاني يكون به حَسَنًا.