الجواب:
إذا عرف الأموال التي سرقها، وهو يستطيع ردها، فالواجب عليه ردها لأهلها بالطريقة الممكنة التي يمكن معها إيصال المال إليهم، ولو ما سمى نفسه، ولو من طريق بعض الأصدقاء، أو من الجهات الأخرى تعطيهم إياه، وتقول: هذا مال أرسله شخص إليكم، يقول: إنه عنده لكم -ولا يحب أن يبين نفسه- فأرسله إليكم يقول: إن لكم كذا وكذا، فيسلم لهم أموالهم حتى تبرأ ذمته إذا كان يعرفهم، ولا يكفي أن يتصدق به عنهم، وهم معروفون، ما وكلوه، يتصدق عنهم، يعطيهم أموالهم بالطريق الممكنة، ولو ما سمى نفسه، ولو من طريق غيره.
أما الأشياء الحقيرة التي أخذها منهم، فيعمل ما يستطيع من إيصالها إليهم، مثل الأموال الجليلة مهما أمكن، لعلها تصل إليهم بالطرق الممكنة، وإذا ما أمكنه بالكلية، وعليه خطر من إيصالها، ولم يمكنه إيصالها، تصدق بها، لكن مهما أمكن إيصالها كالكبيرة، فهذه يوصل الأموال كلها إلى أهلها؛ حتى يسلم من عهدتها بأي طريق، ولا يأخذ منها شيئًا، ولا يسكت، ولا يتصدق بها إلا إذا جهلهم، ونسيهم، ولم يعرفهم، يتصدق بها عنهم.