الجواب:
ذكر كثير من أهل العلم -رحمة الله عليهم- أن من أتى المعاصي، وأعلنها؛ يسمى فاسقًا، وقالوا: من أصر على الصغيرة، أو أعلن الكبيرة يكون فاسقًا، فالذي يتعاطى المعاصي؛ يسمى فاسقا؛ لأن الفسق هو الخروج عن الطاعة، فإن كانت كبيرة كالزنا، والخمر، وعقوق الوالدين هذا لا شك - ولا أعلم خلافًا بين أهل العلم- أنه يسمى فاسقًا.
أما الصغائر، وهي الذنوب الخفيفة التي ما جاء فيها وعيد، لا وعيد بالنار، ولا بغضب الله، ولا فيها حد في الدنيا، فيقول أهل العلم فيها: إنه يجب الحذر منها، والبعد منها، والتوبة منها، وعدم الإصرار عليها، فإن لم يصر عليها، لم يسم فاسقًا، بل عرضته زادت، ولم يصر.
أما إذا أصر عليها واستمر على المعاصي التي تسمى صغائر، فإنه يسمى -عند جمع من أهل العلم- يسمى فاسقًا لإصراره، ولهذا جاء عن ابن عباس - رضي الله عنهما- أنه قال: لا كبيرة مع الاستغفار، مع التوبة، ولا صغيرة مع الإصرار، وهذا معروف عن ابن عباس، وثابت عنه، وهو يدل على أن من أصر على المعاصي -وإن كانت صغيرة- يسمى فاسقًا، وأن من أتى الكبيرة إذا تاب إلى الله، ورجع عنها؛ فإنه يعفى عنه، ويزول عنه حكمها بسبب التوبة، والاستغفار.
فالاستغفار يمحو الكبيرة، هو الاستغفار معه التوبة، معه الندم، معه الإقلاع، معه العزم الصادق ألا يعود في المعاصي، فلا كبيرة مع الاستغفار، يعني مع التوبة الصادقة، ولا صغيرة مع الإصرار، فإنها بالإصرار تكون في حكم الكبيرة على ظاهر ما قاله ابن عباس، ويكون خطرها عظيمًا، نسأل الله العافية.