كيف يوفق قارئٌ بين رُقْيَة الناس وطلب العلم؟

السؤال: 

يوجد قارئ أحسن الله إليك، نفع الله به عبادًا كثيرين، وهدى الله على يديه كثيرًا من الكفر إلى الإسلام، ويقرأ عند عالمين كبيرين من أهل العلم، ولو علما بقراءته على الناس لربما قالا له: لا تقرأ علينا، ويقول: هل أترك القراءة البتة وأتفرغ للعلم أم أجمع بينهما؟

الجواب:

يقول النبي ﷺ: لا بأس بالرُّقَى ما لم تكن شركًا، فإذا أحبَّ أن يُحسن إلى الناس فجزاه الله خيرًا، يُحسن إلى الناس في وجهٍ وعلى طريقةٍ لا تمنع من طلب العلم في أوقاتٍ مناسبةٍ، يجمع بين هذا وهذا، يطلب العلم ويتفقه في الدين، وإذا حصل عنده فرصة وقرأ على إخوانه المسلمين لا بأس، النبي قرأ على المريض، والصحابة لما مرُّوا على جماعةٍ في البَرِّ  من العرب لديغٌ سيدهم قرأوا عليه.
س: يقول: يُنْكِر عليَّ المشايخُ: لماذا أتَّخذ هذا عادةً من العصر حتى العشاء؟
ج: على كل حال، يُعلمهم بالأسباب، وعليه تقوى الله، والحذر من شرّ نفسه وهواه، فقد يكون يحمله الطمع في الدنيا، فإذا لم يكن قصده الدنيا فلا يأخذ إلا القليل، ويرفق بالناس.
س: لا ينظر إليها البتة إن كان من جهة الدنيا، لكن هم سبحان الله متشددون في هذا الأمر؟
ج: على كل حالٍ، الله الله يوفقه إذا كان يأمن على نفسه، وإن لم يكن يأمن على نفسه ويخشى أن قراءته على المرضى تجرُّه إلى شرٍّ كبيرٍ يتركها، فقد تجرُّه إلى مسألة النساء، وقد تجرُّه إلى الطمع، فعليه أن يدرس الموضوع.
س: إذن لا يذكر لهما شيئًا؟
ج: يعمل بما يرى أنه مصلحة، ولو ما علَّمهم.
فتاوى ذات صلة