الجواب:
المعروف أنه ﷺ أوتي القرآن ومثله معه، كما قال ﷺ، فهو يُخبر عن الله وعن شرعه، لا عن رأيه هو: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:1- 4].قد ذكر بعضُ أهل العلم أنه قد يجتهد، كما جرى يوم بدر، ولكن الله يُنبّهه على الخطأ إذا اجتهد، ولكن هذا محلّ نظرٍ، قد يكون هذا في أمرٍ، يعني: ظنَّه من الدين الذي جاء، واعتقد أنه من المشروع، ثم نبّه عليه ﷺ أنه ليس كذلك، وأن الواجب عدم أخذ الفداء، لكن الله أباح لهم ذلك .
فالحاصل أنَّ القول بأنه له أن يجتهد له محل نظرٍ، وظاهر القرآن الكريم أنه ما كان يقول إلا عن الوحي عليه الصلاة والسلام، ويجتهد في الحكم بين الناس على طريق الشرع، مثلما قال في القضاء: وإنما أقضي على نحو ما أسمع، فهذا قضاء على الوحي؛ لأنه يقضي بالشاهدين واليمين، وهذا من الوحي، من الشريعة.
فالحاصل أنَّ اجتهاده الذي على تطبيق الشريعة هذا من الوحي، أما اجتهاد ليس على تطبيق الشريعة فظاهر النصِّ خلافه، فظاهر القرآن الكريم خلاف ذلك، وأنه لا يجتهد اجتهادًا ليس مبنيًّا على القواعد الشرعية.
س: مسألة النخل...؟
الشيخ: هذا معروفٌ، هذا ما جزم فيه، هذا قال ما ظنّه في مسألة النخل، ما جزم به عليه الصلاة والسلام، فلما أخبروه قال: أنتم أعلم بأمر دُنياكم.