كيف تكون توبة مَن وقع في نواقض الإسلام؟

السؤال: 

أحبَّك في الله يا سماحة الشيخ، وأسألك بالله أن تدعو لي ولأقربائي دائمًا بأن يُوفقنا الله لكل ما يُحبه ويرضاه، وقد ذكرتُم سماحتكم في كتابكم "العقيدة الصحيحة وما يُضادها" عدة نواقض للإسلام، فإذا حدث للشخص ناقضٌ من هذه النواقض، فهل يكفي أن يستغفر الله ويتوب ويرجع عن ذلك؟

الجواب:

أولًا: أحبَّك الله الذي أحببتنا له، ونسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المتحابين بجلاله، يقول النبي ﷺ: يقول الله يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلي، فالتحابّ في الله من أعظم القربات، ويقول عليه الصلاة والسلام: سبعة يُظلهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظله: إمام عادل، وشابٌّ نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه مُعلَّق بالمساجد، ورجلان تحابَّا في الله، اجتمعا على ذلك، وتفرَّقا عليه، ورجل دعته امرأةٌ ذات منصبٍ وجمالٍ فقال: إني أخاف الله أي: دعته للفاحشة فقال: إني أخاف الله، وهكذا الرجل الذي يدعو المرأة إلى الفاحشة وهي تقول: إني أخاف الله، من السبعة، هذه أصناف، والسادس: رجل تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها، حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفق يمينه، وهكذا المرأة أيضًا، والسابع: رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، وهكذا المرأة أيضًا، المعنى عام للجميع.
فالتَّحاب في الله من أفضل القربات، نسأل الله أن يُوفقنا وإياك وقراباتك وجميع المستمعين وجميع المسلمين لكل ما يُحبُّ ويرضى، وأن يهدينا جميعًا صراطه المستقيم، إنه جلَّ وعلا جوادٌ كريمٌ.
ما سؤاله؟
س: يقول: ذكرتُم سماحتكم في كتابكم "العقيدة الصحيحة"؟
الشيخ: نعم، إذا تاب ورجع إلى الله نعم، أي ناقضٍ، باب التوبة مفتوحٌ حتى لفرعون، لو تاب تاب الله عليه، باب التوبة مفتوحٌ لجميع العُصاة، ولجميع الكفار، قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، وقال النبيُّ ﷺ: التائب من الذنب كمَن لا ذنبَ له، وقال عليه الصلاة والسلام: التوبة تهدم ما كان قبلها.
فنواقض الإسلام: كالشرك بالله، وعبادة الأوثان، ودعاء الأموات، والاستغاثة بالأموات، والنذر لهم، والذبح لهم؛ هذا من نواقض الإسلام، وسبّ الدين والاستهزاء به من نواقض الإسلام، سبّ الله، وسبّ الرسول، وسبّ الأنبياء؛ هذا من نواقض الإسلام، تكذيب الآخرة، تكذيب الجنة، تكذيب النار؛ هذا من نواقض الإسلام، كون الإنسان يعتقد أنَّ غير الشريعة أحسن منها، وأنَّ حُكم الطاغوت -حكم القوانين- أفضل من حكم الشريعة، أو يُساوي حكم الشريعة، أو يجوز أيضًا؛ هذا ردَّة عن الإسلام، حتى ولو قال: إن الشريعة أفضل، إذا استجاز حكم القوانين بدلًا من الشريعة، ولو قال: إنَّ الشريعة أفضل، فهو من نواقض الإسلام.
وهكذا إذا ظاهر المشركين وساعدهم على المسلمين وعاونهم: كالذي يُعين الروس والشيوعيين على المجاهدين الأفغان، أو يُعين اليهود على الفلسطينيين؛ يكون ردَّة عن الإسلام، وهكذا، لكن مَن تاب تاب الله عليه، مَن تاب صادقًا وندم وأقلع وعزم ألا يعود تاب الله عليه من سائر الذنوب.
فتاوى ذات صلة