ما حكم من تشك أن زوجها يطعمهم من حرام؟

السؤال: 

زوجي راتبه بسيط، وينتهي قبل نهاية الشهر، ولا يعمل أي عملٍ إضافيٍّ، وقبل أن يستلم الراتب الثاني –أي: في نصف الشهر، أو على آخره- يُحضر لنا اللحمَ والخضارَ والفاكهةَ، وأنا أشكُّ أنه من الحرام: في بيع المُخدرات، فماذا أفعل؟ هل آكل منه وأُطعم أطفالي؟ أم ماذا أفعل؟

الجواب:

عليك بالنَّصيحة له، تُذكرينه بالله: أن يتحرى الحلال، وما دام يقول: لا، ما هو بحرام، خلِّي عنك ظنَّ السُّوء، ظنُّ السوء اتركيه، قد يتسلَّف، قد يتدين ويشتري لكم، عليك بالظن الطيب، والله يقول جلَّ وعلا في كتابه العظيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12]، ويقول النبيُّ ﷺ: إياكم والظنَّ، فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديث، عليك بالظنِّ الطيب، لا تظني به السُّوء، إلا إذا كنتِ تعلمين أنه اشترى هذا الطعام بالحرام: بالخمر، بالربا، لا، ما لم تعلمي احمليه على أحسن المحامل، وظني به الخير، وانصحيه، قد يكون استدان من الناس، قد يكون أعطاه بعض الناس مساعدةً.
وعليه بالاقتصاد على قدر طاقته، وأنت كذلك لا تُكلِّفيه شيئًا يضرُّه، لا تُؤذيه، أنت اطلبي الشيء المستطاع، قولي له: لا تُكلِّف نفسك، أعطني المستطاع، ما هو بلزوم فاكهة، إذا عجز عن الفاكهة ما هو بلزوم الفاكهة، يأتي بالمستطاع، ولو ما تأكل إلا التمر، عاش النبيُّ والصحابةُ دهرًا طويلًا في المدينة ما يأكلون إلا التَّمر، ما عندهم غير التمر، اصبروا وصابروا، وأبشروا بالخير، لا تحضُّوه على ما يضرُّه من أكل الحرام، أنتِ لاحظي الكلام الطيب معه: يا فلان، يا أبا فلان، لا تُكلِّف، يكفي ما تيسر على قدر راتبك، مرة تمر، ومرة خبزة، ومرة لحمة، على ما تيسر، حتى يُسهّل الله الأمور.
تقول عائشةُ رضي الله عنها: "لقد هلَّ هلالٌ، ثم هلالٌ، ثم هلالٌ –يعني: في المدينة- ما أوقد في أبيات النبي محمد نار عليه الصلاة والسلام"، قال لها ابنُ أختها: يا خالة، ما كان يعيشكم؟ قالت: "الأسودان: التمر والماء"، طعامهم التَّمر والماء، وربما خرج بعض الأحيان على بطنه الحجر، قد ربط على بطنه الحجر من الجوع، وهكذا جماعةٌ من الصحابة يخرجون -من المهاجرين- قد ربطوا الأحجارَ على بطونهم من الجوع.
فعلى المرأة أن تُساعد زوجها بالكلام الطيب، والعمل الصالح، تُساعده ألا يتكلَّف: أعطنا، أعطنا، أعطنا، تحضه على البلاء، على قدر راتبه: يوم لحمة، ويوم ما في لحمة، ويوم فاكهة، ويوم ما في فاكهة، على قدر الحال.
وهو كذلك يستقيم ويتَّقي الله، ويحذر المعاملات الخبيثة: من التدخين، أو المخدرات، أو الشيء الآخر من الأمور المحرَّمة، يحذر ويكتفي بالحلال، ويتَّقي الله، والله يجعل له العاقبة الحميدة: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2].
وعلى الزوجة -على كل زوجة- أن تُساعد زوجها في الحلال، ترفق به، تقول له الكلام الطيب: يا فلان، لا تتكلَّف، نحن راضون بما يسَّر الله، لا تكلف، لا تحض نفسك على الأذى، على قدر راتبك، تُعينه على الرضا بأمر الله، وعلى الاقتصاد، ما تقول: جيب وجيب وجيب لنا، وهات، وهات، وأنت تكذب وأنت، هذا غلطٌ، تحضونه على البلاء.
فتاوى ذات صلة