هل يأثم من لا يهتم بأمر المسلمين؟

السؤال: 

مَن يُؤدي شعائر الإسلام من صلاةٍ وزكاةٍ، غير أنه لا يهتم بأمر المسلمين، هل هو آثمٌ؟

الجواب:

نعم آثمٌ، الواجب عليه أن يهتم بأمر المسلمين، وأن يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويُعَلِّم حسب طاقته، ويدعو إلى الله، ويُشارك في الخير، وقد رُوي عن النبي ﷺ أنه قال: مَن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، وإن كان في سنده ضعفٌ، لكن معناه صحيح من جهة العموم؛ لأنَّ الله أوجب على المسلمين فيما بينهم أن يتعاونوا على البر والتَّقوى، والذي ما يهتم ما تعاون معهم، وأوجب عليهم التواصي بالحقِّ، وهذا ما تعاون معهم، ولا تواصى، وأوجب عليه الأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، والدعوة إلى الله، وهذا مُهْمِلٌ مُعْرِضٌ، فيكون عليه وِزْرٌ من ذلك، ولكن الواجب عليه بقدر الطاقة: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] مع أهله، ومع جيرانه، ومع غيرهم ممن يستطيع حسب طاقته، وحسب علمه، ولا يجوز الإهمال والإعراض، يرى المنكر ويسكت، ويرى أولاده على الباطل وأهله على الباطل ويسكت، لا، ما يجوز هذا، هذا غفلة وإعراض، ولا يُسمَّى: عدم اهتمام، بل إعراض وغفلة، وإقرار للمُنكر، وقسوة للقلب.
فتاوى ذات صلة