ما عقيدة أهل السنة في المسيح الدجال؟

السؤال:
ما عقيدة أهل السنة والجماعة في المسيح الدجال؟ وهل هو الذي قد سمع منه النبيُّ ﷺ أو أراد أن يسمع منه شيئًا أم هو رجلٌ غيره؟ أفيدونا أثابكم الله.

الجواب:
المسيح الدجال: عقيدة أهل السنة والجماعة فيه ما جاءت به الأحاديث الصَّحيحة عن رسول الله ﷺ: أنه حقٌّ، وأنه يخرج في آخر الزمان، قال النبيُّ ﷺ: ما بعث الله من نبيٍّ إلا أنذره قومَه، حتى نوح أنذره قومه، وقد أنذره نبينا الأمة، وقال فيه ما لم يقل غيرُه، وأنه مسيح العين اليمنى، كأنها عنبةٌ طافيةٌ، وأنه يكون في آخر الزمان، يمكث في الأرض أربعين يومًا: يوم كشهر، ويوم كسنة، ويوم كأسبوع، وباقي الأيام كأيامنا، مكتوبٌ بين عينيه "كافر" كاف وفاء وراء، يقرأه كلُّ مؤمنٍ، كاتب وغير كاتب.
فهو حقٌّ، ووجوده حقٌّ لا بدّ منه، ولكنه أكذب الناس، وأكفر الناس -نعوذ بالله- ولهذا سُمّي: دجالًا؛ لكثرة كذبه، وهو كافرٌ، يدَّعي أنه نبيٌّ، ثم يدَّعي أنه ربُّ العالمين، قال عليه الصلاة والسلام: ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمرٌ أعظم من الدجال.
فالدجال حقيقة واقعة، يكون في آخر الزمان، وليس زمانه بالبعيد، والله أعلم، فينبغي الحذر من فتنته، وقد شرع الله لنا أن نتعوَّذ بالله من فتنته في آخر كل صلاةٍ: من فتنة المسيح الدجال، وهو يكون في آخر الزمان، وقد حرّم الله عليه المدينة ومكة، ولكنه يعيثُ في الأرض فسادًا، ويطأ الأرضَ، ويحمي الله منه مَن  يشاء من عباده جلَّ وعلا، فمَن أدركه فليقرأ عليه العشر الأُول من أول الكهف، والعشر الأواخر من آخر الكهف -العشر الآيات؛ فإنها من أسباب السلامة من شرِّه، كما جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وليحذر قربه، وليبتعد عنه؛ لعله ينجو من شرِّه، نسأل الله السلامة.
 
س: وابن صيَّاد يا شيخ؟
الشيخ: أما مَن أدركه النبيُّ فهو ابن صايد، ويُقال له: ابن صيَّاد، هذا ليس هو الدجال، ولهذا لما أراد عمر قتله قال: لا خيرَ لك في قتله، إن يكُ هو فلا تُسلط عليه، وإن لم يكُ هو فلا خيرَ لك في قتله، والمعروف أنه في جزيرةٍ من الجزر ينتظر أن يُؤذَن له في الخروج، وهو من بني آدم، سوف يخرج في الوقت الذي حدَّده الله له .
 
س: هو المسيخ أو المسيح؟
الشيخ: المسيح بالحاء، مثل: ابن مريم؛ لأنه يمسح الدنيا، يمر بالأرض، وقال بعضُهم: المسيخ بالخاء، لكن الصحيح بالحاء، كالمسيح ابن مريم.
فتاوى ذات صلة