هل صح الوعيد فيمن حفظ القرآنَ ثم نسيه؟

السؤال:
هل ورد لمَن حفظ القرآنَ ثم نسيه عذابٌ ووعيدٌ؟

الجواب:
جاء في ذلك بعض الوعيد، لكنها أحاديث ضعيفة، والصواب أنه لا شيء عليه، إنما الشيء عليه إذا نسي العملَ به، أضاعه، أما نسيان التلاوة فلا حرج في ذلك، فالإنسان من صفته النسيان، والله جلَّ وعلا أخبر عن أبينا آدم أنه نسي: وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا [طه:115]، ونبينا ﷺ قال: إنما أنا بشر، أنسى كما تنسون، فإذا نسيتُ فذكِّروني، ولما أسقط بعضَ الآيات في بعض القراءة وسلَّم قال لأُبي: أين كنتَ؟ أحضرتَ؟ قال: بلى، قال: ما منعك؟ يعني: أن تُذكِّر، وأن تُنبِّه.
فالمقصود أن النسيان من..... ويقع، من الأنبياء وغيرهم، ولا يضرُّ الإنسان، لكن ينبغي أن لا يضيّع، ينبغي أن يحرص لما مَنَّ الله عليه بهذه النعمة العظيمة، ينبغي له أن يحرص على حفظها، والمذاكرة فيها، والإكثار من التلاوة، حتى لا ينسى، ولكن لو نسي شيئًا فهذا لا يضرُّه، ولا إثم عليه.
أما حديث: مَن حفظ القرآنَ ثم نسيه لقي الله وهو أجذم فهو ضعيفٌ، غير صحيحٍ.
وأما قوله تعالى في سورة طه: قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ۝ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * ۝ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ۝ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى[طه:123- 126] فالمراد به هنا: نسيان العمل، والإعراض عن القراءة، وعدم المبالاة، ليس المراد نسيان اللفظ الذي هو ضد الذِّكْر، لا، المقصود نسيان العمل، والإعراض عن العمل، وترك العمل بكتاب الله ، وبهذا جاء الوعيدُ بذلك.
فتاوى ذات صلة