حكم قصر الصلاة في مِنى لأهل مكة

السؤال:
السؤال الأول يقول: ما القول الفصل في مسألة قصر الصلاة في منى بالنسبة لأهل مكة؟ وما سبب هذا القصر؟ نرجو توضيح ذلك أثابكم الله.

الجواب:
القول الصواب في ذلك: أن أهل مكة إذا حجُّوا مع الناس يقصرون ويجمعون؛ لأن الرسول ﷺ لما حجَّ بالناس حجَّة الوداع قصر في منى، وفي عرفات، وفي مُزدلفة، ولم يمنع أهلَ مكة، ولم يقل لهم: يا أهل مكة، أتموا، أو: لا تجمعوا، هذا هو القول الراجح.
والعلماء في هذا مختلفون: منهم مَن يقول: لهم الجمع دون القصر، ومنهم مَن يقول: لا جمع لهم ولا قصر؛ لأنَّهم قريبون من المشاعر، وليس بينهم وبين المشاعر سفرٌ، ولكن الصواب أنهم يقصرون ويجمعون مع الناس، يقصرون في منى من دون جمعٍ، هذا هو السنة والأفضل، وفي عرفات يقصرون ويجمعون، وفي مزدلفة كذلك.
أما العلة: فقال جماعةٌ: إنها النُّسُك، أن العلة النُّسك، وقال جماعةٌ: إنها السفر، ولكن التعليل بالسَّفر لا يتمشَّى على رأي الجمهور؛ لأن الجمهور يرون المسافة يومًا وليلةً، وليس بين مكة وبين المشاعر إلا الشيء اليسير.
فالصواب أن نقول: علينا أن نتبع السنةَ ونأخذ بها، أما العلَّة فإلى الله، سواء كانت العلةُ النُّسك، أو غير ذلك، العلة والحكمة لا نعلمها، الله أعلم، فعلينا أن نتمسَّك بما دلَّ عليه شرعنا، وما دلَّت عليه سنة نبينا، ويكفينا هذا، أما العلة والحكمة فالله أعلم؛ لأنَّ القول بأنه من أجل النُّسك محل نظرٍ، والقول بأنه من أجل السَّفر محل نظرٍ، ولكن علينا أن نفعل ما أقرَّه نبينا ﷺ من كونه أقرَّ أهل مكة ولم يمنعهم من قصرٍ، ولا من جمعٍ، ويكفينا هذا، والحمد لله.
فتاوى ذات صلة