الجواب:
جاء في الحديث: لا يرد القدرَ إلا الدعاء، والمعنى: في القدر المُعَلَّق، فإنَّ الدعاء والقدر يتعالجان، فالمراد بالقدر: غير المحتوم الذي ليس بمعلّقٍ، فالقدر المحتوم لا حيلةَ فيه: كالموت، لو قال: "اللهم لا تُمتني" سيموت، ولكن القدر المعلَّق الذي قد علَّقه الله على شيءٍ، فهذا الدعاء من التَّعليق، مما قدّره الله، فقد يكون الإنسانُ كُتب عليه أنه إن لم يُسافر إلى كذا وكذا جرى عليه كذا وكذا، فيُشجعه الله ويُقدر له السَّفر، فيُسافر ويسلم مما علَّق الله جلَّ وعلا على عدم السفر؛ لأنه سبحانه هو الذي أراد السفر ودبَّره له لو علَّق ذلك على ضررٍ معينٍ: حصول مرضٍ معينٍ، أو على لقاء شخصٍ، أو ما أشبه ذلك، قدرٌ مُعلَّقٌ، فهذه الأقدار المعلَّقة إنما تتم بوجود شرائطها التي علَّقها الله عليها سبحانه وتعالى.
وأما ما يُروى عن عمر: فهذا ليس عن عمر، إنما يُروى عن ابن عمر: أنه كان يقول: "اللهم إن كنتَ كتبتني شقيًّا فاكتبني سعيدًا"، فهذا من ابن عمر، يظن أنه داخلٌ في قوله تعالى: يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ [الرعد:39].
والمعروف عند جمهور أهل العلم: أنَّ مَن كُتب شقيًّا لا يتزعزع، يكون شقيًّا، ومَن كُتب سعيدًا فهو سعيد، كما قال النبيُّ ﷺ لما سُئل عن القدر قال: ما منكم من أحدٍ إلا وقد عُرض مقعده من الجنَّة ومقعده من النار، قالوا: يا رسول الله، ففيمَ العمل؟ قال: إنَّ الله جلَّ وعلا قدَّر الأقدار، فمَن كان من أهل السَّعادة يسَّر له عمل أهل السَّعادة، ومَن كان من أهل الشَّقاوة يسَّر له عمل أهل الشَّقاوة، وقال: كلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له ثم تلا قوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5- 10]، وإنما القدر الذي يُمْحَى هو المُعَلَّق على شيءٍ.
وكذلك الشرائع ينسخ الله منها ما يشاء، يمحو الله ما يشاء، ويثبت من الشرائع والحسنات والسّيئات بأسبابها، أمَّا القدر المحتوم الذي كتبه الله ولم يُعلَّق فهذا لا يُغيَّر: كالسعادة، والشقاوة، والموت، ونحو ذلك.
وأما ما يُروى عن عمر: فهذا ليس عن عمر، إنما يُروى عن ابن عمر: أنه كان يقول: "اللهم إن كنتَ كتبتني شقيًّا فاكتبني سعيدًا"، فهذا من ابن عمر، يظن أنه داخلٌ في قوله تعالى: يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ [الرعد:39].
والمعروف عند جمهور أهل العلم: أنَّ مَن كُتب شقيًّا لا يتزعزع، يكون شقيًّا، ومَن كُتب سعيدًا فهو سعيد، كما قال النبيُّ ﷺ لما سُئل عن القدر قال: ما منكم من أحدٍ إلا وقد عُرض مقعده من الجنَّة ومقعده من النار، قالوا: يا رسول الله، ففيمَ العمل؟ قال: إنَّ الله جلَّ وعلا قدَّر الأقدار، فمَن كان من أهل السَّعادة يسَّر له عمل أهل السَّعادة، ومَن كان من أهل الشَّقاوة يسَّر له عمل أهل الشَّقاوة، وقال: كلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له ثم تلا قوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5- 10]، وإنما القدر الذي يُمْحَى هو المُعَلَّق على شيءٍ.
وكذلك الشرائع ينسخ الله منها ما يشاء، يمحو الله ما يشاء، ويثبت من الشرائع والحسنات والسّيئات بأسبابها، أمَّا القدر المحتوم الذي كتبه الله ولم يُعلَّق فهذا لا يُغيَّر: كالسعادة، والشقاوة، والموت، ونحو ذلك.