الجواب:
قد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله ﷺ، من حديث سهل بن سعد ووائل بن حجر وغيرهما على أن المشروع للمصلي حال قيامه في الصلاة قبض كفه اليسرى بيده اليمنى، سواء كان ذلك في القيام قبل الركوع أو بعده، وفي بعضها الدلالة على أن الأفضل وضعهما على الصدر، وهذا هو المختار عملًا بالأحاديث المذكورة.
أما الإرسال فلا نعلم للقائلين به حجة شرعية، وقد كتبنا في ذلك مقالًا وافيًا نشر في الصحف المحلية وغيرها، مع العلم بأن القبض والإرسال ليسا من الأمور التي توجب الخلاف بين الأمة والشحناء، بل الواجب على المسلمين التعاون على البر والتقوى والتحابب في الله والتناصح فيما بينهم، وإن اختلفوا في بعض المسائل الفرعية كالقبض والإرسال وشبه ذلك؛ لأن القبض سنة وليس بواجب، ومن صلى قابضًا أو مرسلًا فصلاته صحيحة، وإنما الأفضل والمشروع هو القبض عملًا بقول النبي ﷺ وفعله.
والله المسئول أن يوفقنا وإياكم وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يعيذنا جميعًا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ومن مضلات الفتن، إنه سميع قريب[1].
- نشر في كتاب (فتاوى إسلامية) من جمع محمد المسند ج 1 ص 313، وفي كتاب الدعوة ج 2 ص 99. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 29/287).