الجواب:
معناه الطلب من الله أن يعفو عن المسيئين من المسلمين بأسباب المحسنين منهم، ولا حرج في ذلك؛ لأن صحبة الأخيار ومجالستهم من أسباب العفو عن المسيء، فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم، وقد صح عن النبي ﷺ أنه قال: مثل الجليس الصالح كحامل المسك، إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ومثل الجليس السوء كنافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة[1].
ولكن لا يجوز للمسلم أن يعتمد على مثل هذه الأمور لتكفير سيئاته، بل يجب عليه أن يلزم التوبة دائمًا من سائر الذنوب، وأن يحاسب نفسه ويجاهدها في الله، حتى يؤدي ما أوجب الله عليه ويحذر ما حرم الله عليه، ويرجو مع ذلك من الله سبحانه العفو والغفران، وأن لا يكله إلى نفسه ولا إلى عمله، ولهذا صح عن رسول الله ﷺ أنه قال: سددوا وقاربوا وأبشروا واعلموا أنه لن يدخل الجنة أحدٌ منكم بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل[2] وبالله التوفيق[3].
- أخرجه البخاري في كتاب الذبح والصيد، باب المسك برقم 5543 ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب مجالسة الصالحين برقم 2628.
- أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل، برقم 6467، ومسلم في كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله برقم 2818.
- نشر في كتاب فتاوى إسلامية لمحمد المسند ج4 ص175، وفي مجلة الدعوة العدد 1674 بتاريخ 13/9/1419هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 26/ 134).