الجواب: هذا من الفهم الخطأ؛ فأحاديث الترغيب والترهيب مقصودها حث العباد على العمل بما شرعه الرسول ﷺ، ودعا إليه مثل: من أحصاها دخل الجنة في الأسماء الحسنى، ومثل: من صام عرفة كفر الله به السنة التي قبلها والسنة التي بعدها والصوم يوم عاشوراء يكفر السنة التي قبله وأشبه ذلك كله من باب الترغيب في طاعة الله ، وأن هذا من أسباب المغفرة مع توافر الأسباب الأخرى التي لا تمنع المغفرة، فإذا تعاطى المؤمن أسباب المغفرة، وليس هناك موانع من إصراره على الكبائر أثرت أثرها، وإذا كان موانع صار ذلك من أسباب عدم المغفرة؛ لقوله ﷺ: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر، وفي لفظٍ: ما لم تؤت الكبائر ولهذا ذهب جمهور أهل العلم -أي أكثر أهل العلم- إلى أن هذه الأحاديث التي جاءت في فضل كذا، وفضل كذا، فضل الصلاة وأنها تكفر الذنوب، أو الوضوء، أو صوم عرفة، أو صوم يوم عاشوراء أو إحصاء أسماء الله الحسنى، أو ما أشبه ذلك، كل ذلك مقيد باجتناب الكبائر، بالاستقامة على ما أوجب الله، وترك الكبائر، وأن هذه الفضائل وهذه الأعمال، من أسباب المغفرة مع الأسباب الأخرى التي شرعها الله عز وجل، ومع السلامة من الموانع التي تمنع المغفرة وذلك هو الإصرار على الكبائر كما قال الله : وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:135] فشرط في هذا عدم الإصرار، والإصرار هو الإقامة على المعصية وعدم التوبة منها وهو من أسباب عدم المغفرة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والخلاصة: أن هذه الفضائل، وهذا الوعد الذي وعد الله به من أحصى أسماءه الحسنى بدخول الجنة، ووعد من صام يوم عاشوراء أن يكفر السنة التي قبله، وهكذا في صوم عرفة، وهكذا غير ذلك كله مقيد بعدم الإصرار على المعاصي، وهكذا ما جاء في أحاديث التوحيد وأن من شهد أن لا إله إلا الله صادقًا من قلبه دخل الجنة كل ذلك مقيد بعدم إقامته على المعاصي، فأما إذا أقام على المعاصي، فهو تحت مشيئة الله قد يغفر له، وقد يدخل النار بذنوبه التي أصر عليها ولم يتب، حتى إذا طُهّر ونُقي منها أخرج من النار إلى الجنة.
فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحذر الاتكال على أحاديث الترغيب والوعد، والإعراض عن أحاديث الوعيد وآيات الوعيد، بل يجب أن يأخذ بهذا وهذا، يجب أن يحذر مما حرمه الله من المعاصي، وأن تكون على باله الأحاديث والآيات التي فيها الوعيد، لمن تعدى حدود الله وانتهك محارمه، ومع ذلك يحسن ظنه بربه ويرجوه، ويتذكر وعده بالمغفرة والرحمة لمن يعمل الأعمال الصالحات، فيجمع بين هذا وهذا، وبين الرجاء والخوف، فلا يقنط ولا يأمن، وهذا هو طريق أهل العلم والإيمان كما قال جل وعلا عن أنبيائه: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا أي رجاءً وخوفًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90] وقال سبحانه: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ [الإسراء:57]، وهكذا أهل الإيمان من أتباع الرسل، هم على هذا السبيل يوحدون الله ويخشونه ويؤدون فرائضه ويدعون محارمه، ويرجونه ويخافونه [1].
والخلاصة: أن هذه الفضائل، وهذا الوعد الذي وعد الله به من أحصى أسماءه الحسنى بدخول الجنة، ووعد من صام يوم عاشوراء أن يكفر السنة التي قبله، وهكذا في صوم عرفة، وهكذا غير ذلك كله مقيد بعدم الإصرار على المعاصي، وهكذا ما جاء في أحاديث التوحيد وأن من شهد أن لا إله إلا الله صادقًا من قلبه دخل الجنة كل ذلك مقيد بعدم إقامته على المعاصي، فأما إذا أقام على المعاصي، فهو تحت مشيئة الله قد يغفر له، وقد يدخل النار بذنوبه التي أصر عليها ولم يتب، حتى إذا طُهّر ونُقي منها أخرج من النار إلى الجنة.
فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحذر الاتكال على أحاديث الترغيب والوعد، والإعراض عن أحاديث الوعيد وآيات الوعيد، بل يجب أن يأخذ بهذا وهذا، يجب أن يحذر مما حرمه الله من المعاصي، وأن تكون على باله الأحاديث والآيات التي فيها الوعيد، لمن تعدى حدود الله وانتهك محارمه، ومع ذلك يحسن ظنه بربه ويرجوه، ويتذكر وعده بالمغفرة والرحمة لمن يعمل الأعمال الصالحات، فيجمع بين هذا وهذا، وبين الرجاء والخوف، فلا يقنط ولا يأمن، وهذا هو طريق أهل العلم والإيمان كما قال جل وعلا عن أنبيائه: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا أي رجاءً وخوفًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90] وقال سبحانه: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ [الإسراء:57]، وهكذا أهل الإيمان من أتباع الرسل، هم على هذا السبيل يوحدون الله ويخشونه ويؤدون فرائضه ويدعون محارمه، ويرجونه ويخافونه [1].
- سؤال من برنامج نور على الدرب. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 26/ 77).