الجواب:
هذا حديث من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله ﷺ ومعنى ومثله معه يعني أن الله أعطاه وحيًا آخر وهو السنة التي تفسر وتبين معناه، كما قال الله : وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ[النحل:44]، فالله أوحى إليه القرآن وأيضًا السنة وهي الأحاديث التي ثبتت عنه ﷺ فيما يتعلق بالصلاة والزكاة والصيام والحج، وغير ذلك من أمور الدين والدنيا، فالسنة هي وحي ثانٍ أوحاه الله إليه لإكمال الرسالة وتمام البلاغ، وهو ﷺ يعبر عن ذلك بالأحاديث التي بينها للأمة قولًا وفعلًا وتقريرًا مثل قوله ﷺ: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى[1] وقوله عليه الصلاة والسلام: لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ[2]، وقوله ﷺ: لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول[3]، وقوله ﷺ: الصلوات الخمس ورمضان إلى رمضان والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر[4] إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة في كل ما يحتاجه العباد وفيما يتعلق بتفسير كتاب الله عليه من ربه أفضل الصلاة وأتم التسلي.
وهذا الوحي وحي أوحاه الله إليه وأخبر عنه النبي ﷺ وبينه للأمة فهو من الله، وحي بالمعنى وهو من كلام النبي ﷺ مثل ما تقدم في قوله ﷺ: إنما الأعمال بالنيات... الخ. وقوله ﷺ: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا... الخ الحديث.
ويدخل في الوحي الثاني الذي أوتيه النبي ﷺ الأحاديث القدسية التي يرويها الرسول ﷺ عن ربه فهي وحي من الله، ومن كلامه سبحانه، ولكن ليس لها حكم القرآن، مثل قوله ﷺ فيما يرويه عن ربه : يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم...[5] إلى آخر الحديث، وهو حديث طويل رواه مسلم في صحيحه عن أبي ذر الغفاري وكل ذلك داخل في قوله سبحانه: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم:1-2] يعني: محمدًا ﷺ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى الآيات [النجم:3-4][6].
ويدخل في الوحي الثاني الذي أوتيه النبي ﷺ الأحاديث القدسية التي يرويها الرسول ﷺ عن ربه فهي وحي من الله، ومن كلامه سبحانه، ولكن ليس لها حكم القرآن، مثل قوله ﷺ فيما يرويه عن ربه : يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم...[5] إلى آخر الحديث، وهو حديث طويل رواه مسلم في صحيحه عن أبي ذر الغفاري وكل ذلك داخل في قوله سبحانه: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم:1-2] يعني: محمدًا ﷺ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى الآيات [النجم:3-4][6].
- أخرجه البخاري في كتاب بدء الوحي، برقم 1، ومسلم في كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات» برقم 3530.
- أخرجه البخاري في كتاب الوضوء، باب لا تُقبل صلاة بغير طهور، برقم 132، ومسلم في كتاب الوضوء باب وجوب الطهارة والصلاة برقم 230.
- أخرجه مسلم في كتاب الطهارة، باب وجوب الطهارة للصلاة، برقم 329.
- أخرجه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين، برقم 8830.
- أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، برقم 4674.
- مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (25/ 58).