حكم تعليم الإسلام والقرآن بأجر

السؤال:

يقول الله تعالى: اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً [يس:21] إلى آخر الآية، واستدل البعض بهذه الآية، وغيرها بأنه لا يجوز تعليم الإسلام، أو تعليم القرآن بأجر، فما قول سماحتكم،  وما الصحيح في هذا القول؟ 

الجواب:

هذه في حق الرسل، فالرسل بعثهم الله لدعوة الناس إلى الحق، والخير، والهدى، وأن لا يأخذون على دعوتهم أجرًا من الناس؛ لأنهم لو أخذوا أجرًا اتهموا بأنهم قاموا بهذه الدعوة لأجل المال، فالرسل ممنوعون بأن يأخذوا أجرًا، فهم يعطون الناس ،ولا يأخذون منهم، ليعلموا أنهم ما جاؤوا ليأخذوا مالاً، وإنما جاؤوا للرسالة، والدعوة، والهداية، وأما الذين يعلموا الناس الخير، يعلموا القرآن يعلموهم العلم، إذا احتاج إلى ذلك؛ فلا بأٍس عليه.

يعني ينحبس عليهم على تعليمهم، ويقتطع أوقاته في ذلك؛ فلا بأس أن يعطى ما يعينه على الأولاد، وتفقيههم، وتحفيظهم لكتاب الله عند جمهور من أهل العلم، ولا حرج في ذلك، وقد قال النبي ﷺ: إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله وجعل أخذ الأجر على كتاب الله حق، ولما مر بعض الصحابة على طائفة من العرب، ورئيسهم لديغ، لدغته حية، وقد فعلوا كل شيء، فلم ينفعه، فقالوا لهم: هل فيكم من راق؟ قالوا: نعم،، ولكننا نزلنا عليكم، ولم تقرونا، ولم تضيفونا، فلا نقرأ عليه إلا بأجر، فاتفقوا معهم على قطيع من الغنم، ليرقون هذا اللديغ، فإن شفاه الله؛ يعطونهم القطيع، فقام إليه أحد الصحابة، وقرأ عليه فاتحة الكتاب، قرأ عليه، وتفل عليه؛ فأطلقه الله، وعافاه، فأعطوهم القطيع من الغنم، فقالوا: لا نأكله، ولا نتصرف في حقه، نأتي المدينة، ونسأل النبي -عليه الصلاة والسلام- فلما قدموا المدينة سألوا النبي، فقال: لا حرج، إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله.

فالمقصود أن هذا للعلاج، أو للتعليم لا بأس.

فتاوى ذات صلة