دور طالب العلم الشرعي في المجتمع 

السؤال:
كيف يمكن أن يحقق طالب العلم الشرعي دوره في المجتمع؛ من إصلاح وتوجيه في المشاكل على كافة مستويات المجتمع؟

الجواب:
عليه أن يتعاطى المستطاع، يقول الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، ويقول سبحانه: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا [البقرة:286]، ويقول النبي ﷺ: إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم[1].
فطالب العلم لا يقف عند حد -كما تقدم- بل يكون من المصلحين في بيته ومع جيرانه ومع غيرهم، ومن الناصحين لله ولعباده أينما كان، ويكون من المرشدين في مسجده وفي بيته وفي سفره بالطائرة وفي المطار والسيارة، وفي كل مكان، ويكون من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أينما كان بالحكمة والموعظة الحسنة، والرفق -حسب طاقته، لكن يجب عليه التثبت، وأن يكون على علم وبصيرة فيما يدعو إليه وفيما ينهى عنه.
ويحذر القول على الله بغير علم؛ لأن ذلك من أعظم الكبائر، وقد جعل الله سبحانه القول عليه بغير علم في مرتبة فوق الشرك في قوله سبحانه في سورة (الأعراف): قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [الأعراف:33].
وأخبر سبحانه أن الشيطان يأمر الناس بالقول على الله بغير علم، كما قال الله سبحانه في سورة (البقرة): يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلًا طَيِّبًا وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ۝ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة:168-169].
وقال في سورة (فاطر): إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6].
نسأل الله أن يوفق المسلمين جميعًا لكل ما يرضيه، وأن يعيذهم من القول بغير علم، ومن نزغات الشيطان؛ إنه سميع قريب[2].
  1. أخرجه البخاري برقم: 6744 (كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة)، ومسلم برقم: 2380 (كتاب الحج)، باب (فرض الحج مرة في العمر).
  2. مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (25/ 7).
فتاوى ذات صلة