الجواب:
قد دلت السنة سنة النبي عليه الصلاة والسلام أن الصلاة في الجماعة إنما تدرك بالركعة، قال عليه الصلاة والسلام: من أدرك ركعة من الصلاة؛ فقد أدرك الصلاة ففضل الجماعة يدرك بإدراك الركعة فأكثر، لكن إذا كان له عذر بسبب ذلك فاتته الصلاة؛ فإن أجر الجماعة يحصل له، وإن لم يصل في الجماعة كالمريض الذي حبسه المرض ثم وجد نشاطًا فرَجَا أن يدرك الجماعة فلم يدركها، وكإنسان توجه إلى الجماعة فحدث به حادث يمنعه من ذلك كالغائط أو البول، فذهب يتوضأ أو ما أشبهه من الأعذار الشرعية فهذا يُرجى له فضل الجماعة إذا لم يفرط، لكن من جاء والإمام في التشهد فإنه يدخل معه، وله الفضل في ذلك لقوله ﷺ: ما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا، فهذا عام يعم ما أدركه المؤمن من صلاة الإمام ولو التشهد، فإنه يدخل معه فإذا سلم قام وقضى ما فاته، ولكنه لا يدرك فضل الجماعة إلا بإدراك الركعة كما تقدم.
والواجب على المؤمن أن يسارع إلى الصلاة، وأن يبادر بعد سماع الأذان حتى يدرك الصلاة كاملة، وحتى يؤدي ما شرع الله قبلها من الراتبة كراتبة الظهر، أو ما يسر الله من الركعات قبل العصر، أو المغرب، أو العشاء.
هكذا ينبغي للمؤمن أن يبادر ويسارع إلى هذه الفريضة العظيمة عند سماع الأذان، أو قبل الأذان عند قرب الأذان، حتى يتمكن من الوصول إلى المسجد بهدوء، وحتى يصلي ما يسر الله له قبل الصلاة، هذا هو الذي ينبغي للمؤمن، بل هو واجب عليه حتى لا تفوته الجماعة، وهكذا صلاة الفجر.
المقصود أنه يجب عليه أن يبادر ويسارع في الوقت الذي يضمن إدراكه الصلاة من أولها، وإذا تيسر له فضل وقت حتى يصلي قبل الصلاة ما يسر الله من تحية المسجد، أو الراتبة فهذا خير عظيم، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.