حكم من أفطرت لعذر ثم كبر سنها ولا تستطيع القضاء

السؤال:

الأخت المستمعة (ش. ع. ح) من جدة بعثت تقول: إلى سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله ذخرًا للإسلام والمسلمين، أما بعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إنني -يا سماحة الشيخ- حائرة في أمري! والمشكلة هي أن والدتي أخبرتني قريبًا أنها في الماضي لم تقض أيام الحيض والنفاس، وهو عن جهل منها في ذلك، وهي الآن كبيرة في السن، لا تقدر أن تقضي هذه المدة الطويلة، وأيضًا مصابة بالسكر والضغط، وهي الآن في حيرة أيضًا من أمرها، هل الصدقة تجزئ عن ذلك؟ وما هو مقدارها؟ أفتونا جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

أولًا: عليها التوبة إلى الله عما فعلت من الترك، والتوبة حقيقتها أمور ثلاثة:

  • الندم على الماضي من السيئة.

  • وعدم فعلها.

  • والعزم الصادق ألا يعود فيها العبد.

هذه التوبة ندم على الماضي، وإقلاع من الذنب، وترك له خوفًا من الله  وتعظيمًا له، وأمر ثالث وهو العزم الصادق ألا يعود في الذنب.

فالوالدة التي سألت عنها أيها السائلة جزاك الله خيرًا، عليها أن تتوب إلى الله بالندم على ما مضى، الندم الصادق، وعليها مع ذلك أن تطعم عن كل يوم مسكينًا، ما دامت لا تستطيع القضاء عليها أن تطعم عن كل يوم مسكينًا، إذا كانت تستطيع، إذا كانت عندها قدرة مالية تطعم عن كل يوم مسكينًا نصف صاع، بصاع النبي عليه الصلاة والسلام، ومقداره كيلو ونصف تقريبًا، من قوت البلد: رز، أو تمر، أو حنطة، أو شعير.. ونحو ذلك.

هذا هو الواجب عليها مع التوبة والاستغفار عما مضى، والله يتوب على التائبين، وأنت جزاك الله خيرًا أعينيها على هذا الخير إذا كانت تعجز عن بعض الكفارة، وأنت تقدرين فأعينيها والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه فكيف بالوالدة. نعم الله المستعان.

المقدم: نعم نعم، جزاكم الله خيرًا. تقدم الرز صافي دون أن يكون معه شيء شيخ عبد العزيز .

الشيخ: وأيضًا عليها أن تعتني بعدد الأيام ولو بالظن إذا شق العلم ولو بالظن، يكتفى بالظن عند العجز عن العلم في مقدار الأيام، وإذا كان مع الرز أو الحنطة إدام هذا أفضل وأفضل منه لحم أو سمن هذا كله طيب وإلا فهو يكفي وحده، التمر وحده والرز وحده والحنطة وحدها تكفي، لكن إذا كان مع الرز ونحوه إدام صار أفضل. نعم.

المقدم: نعم نعم، جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة