الجواب:
الواجب عليك أن تصلي مع إخوانك المسلمين في الجماعة؛ لقول النبي ﷺ: من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر، قيل لابن عباس : ما هو العذر؟ قال: خوف أو مرض».
ولأنه عليه الصلاة والسلام لما أتاه رجل أعمى يسأله ويقول له: يا رسول الله! ليس لي قائد يقودني للمسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له عليه الصلاة والسلام: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب، فهذا أعمى ليس له قائد ومع هذا يأمره أن يجيب المؤذن ويحضر الصلاة.
وعليك يا أخي! أن تغير الملابس التي يتأذى منها إخوانك إذا كان فيها رائحة تؤذيهم، أما إذا كان لا تؤذيهم ما فيها رائحة تؤذيهم، فصل فيها، والحمد لله؛ لأنها طاهرة، أما إن كان فيها روائح تؤذيهم، أو أوساخ تنتقل إليهم إلى من بجوارك، تنتقل إليه الأوساخ فلا، بدلها، أعد الثياب إذا أذن المؤذن تلبسها، وتذهب إلى الصلاة.
وعليك أن تتقي الله في ذلك، هذا أمر عظيم، هذه عمود الإسلام، الصلاة عمود الإسلام، فلا بد من العناية بها، أعظم واجب، وأهم واجب بعد الشهادتين هذه الصلاة، يقول فيها النبي ﷺ: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة ويقول فيها عليه الصلاة والسلام: من حافظ عليها كانت له نورًا، وبرهانًا، ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور، ولا برهان، ولا نجاة، وحشر يوم القيامة مع فرعون، وهامان، وقارون، وأبي بن خلف.
وهذا وعيد عظيم يحشر من تركها مع هؤلاء الكفرة؛ لأنه إن ضيعها من أجل الرياسة والملك، صار شبيهًا بفرعون والعياذ بالله، فيحشر معه إلى النار يوم القيامة.
وإن ضيعها بسبب الوزارة والوظيفة صار شبيهًا بهامان وزير فرعون ، فيحشر معه إلى النار يوم القيامة.
وإن ضيعها بأسباب المال والشهوات صار شبيهًا بقارون تاجر بني إسرائيل الذي حمله كبره وبغيه على ترك الحق، فيحشر معه إلى النار يوم القيامة.
وإن ترك الصلاة من أجل التجارة والبيع والشراء صار شبيهًا بأبي بن خلف تاجر أهل مكة، الذي قتله النبي ﷺ يوم أحد كافرًا، فيحشر معه إلى النار يوم القيامة.
فالواجب على العامل ميكانيكي أو غيره الواجب عليه أن يصلي مع المسلمين في الجماعة، وأن يلبس الملابس التي لا تؤذي الناس الطيبة السليمة، ويبتعد عن الروائح الكريهة إذا كان يتعاطى الثوم، أو البصل، أو التدخين، يحذر ذلك، حتى لا يكون فيه روائح كريهة وقت الصلاة، وحتى لا تكون في ملابسه أوساخ تؤذي الناس، أما إن كان لا تؤذي الناس فلا بأس أن يصلي فيها إذا كانت طاهرة.
ولكن كونه يلبس ثيابًا حسنة وجميلة للصلاة هذا هو الأفضل يقول الله سبحانه: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ[الأعراف:31] يعني عند كل صلاة، فالمشروع للمؤمن عند الصلاة أنه يلبس الملابس الحسنة، يتوجه للمسجد بالملابس الحسنة مع إخوانه، لأنه يقوم بين يدي الله، نسأل الله للجميع التوفيق. نعم.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم.