الجواب:
أما الحديث فهو صحيح رواه البخاري في الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله ومعناه: لا تزيدوا في مدحي لا تمدحوني بغير الحق، كأن يقال: إنه يعلم الغيب، أو أنه يعبد من دون الله، أو أنه ينقذ أقاربه من النار ولو كفروا، أو ما أشبه ذلك، لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله .
ومن الإطراء ما فعله صاحب البردة، حيث قال:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به |
سواك عند حلول الحادث العمم |
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي |
فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم |
فإن من جودك الدنيا وضرتها |
ومن علومك علم اللوح والقلم |
هذا من أقبح الغلو؛ لأنها كفر أكبر، فجعل الرسول ﷺ هو المنقذ يوم القيامة، وأنه لا ملاذ للناس إلا هو عليه الصلاة والسلام، وأنه يعلم الغيب، ويعلم ما في اللوح والقلم، وأن الدنيا والآخرة من جوده كل هذا ضلال، وكفر والعياذ بالله، كذلك من قال في حقه عليه الصلاة والسلام: إنه يدعى ويستغاث به ويتقرب إليه بالذبائح والنذور هذا غلو، وإطراء زائد لا يجوز، بل هذا هو الشرك الأكبر، حق الله لا يعطى لغيره، حق الله العبادة، لا يعطاها النبي، ولا غير النبي عليه الصلاة والسلام.
وأما هذه الأعمال التي يفعلها الصوفية من الرقص والأغاني وطعن بعضهم بالرماح والسيوف وما أشبه ذلك من أعمالهم الخبيثة، هذه بدع أحدثها الصوفية لا أساس لها بل هي من المنكرات، والواجب تركها ونهيهم عنها وتحذيرهم منها، وعدم مجالستهم، وعدم اتخاذهم أصحابًا؛ لأنهم افتروا على الله في هذا وكذبوا عليه في زعمهم أن هذا دين وأنه قربة، فليس ضرب الدفوف والأغاني واستعمال ضرب السيوف أو الخناجر أو السكاكين أو الأشعار المخالفة للشرع ليست قربة لله ولا طاعة لله، بل هذا منكر ولا يجوز أن يتعاطاها المسلم، إلا الدف في العرس للنساء خاصة من باب الفرح تضربه النساء، أو الجواري في الأعياد؛ لأنهن صغار، فلهن فرحة كما جاء في حديث عائشة في قصة الجاريتين اللتين ضربتا الدف في بيت النبي ﷺ يوم العيد، هذا لا بأس به مستثنى، وأما إذا تعاطاه العباد أو الرجال بالموسيقى والأغاني هذا منكر وفعل الصوفية كله منكر هذا الذي ذكره السائل.
فالواجب الحذر من ذلك؛ ولهذا بسبب طاعتهم للشيطان، وتمكن الشيطان منهم يسقطون في هذه الألعاب ويغشى عليهم، ويزين لهم الشيطان أن هذا من القرب والطاعات، وهذا من طاعة الشيطان وعبادة الشيطان، نسأل الله العافية، نسأل الله لنا ولهم الهداية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.