الجواب:
لا شك أن هذا من الشيطان؛ لأن الله يقول -جل وعلا-: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصلت:36] ويقول سبحانه: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6]، ويقول سبحانه: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ [الناس:1-6].
فالواجب عليك أن تحارب هذه الوساوس في جميع الأحوال: في الوضوء والغسل والمعاملات وفي كل شيء، عليك أن تحاربها؛ لأنها من عدوك، عدو الله، فالواجب عليك أن تحاربها، وأن تستعيذ بالله من الشيطان، وأن تكثر من ذكر الله سبحانه، وأن تمضي في عملك ولا تلتفت إلى هذه الوساوس.
فإذا توضأت فاعلم أنك توضأت وانتهيت، وهكذا إذا اغتسلت؛ اعلم أنك اغتسلت فلا تعيد لا وضوءًا ولا غسلًا، وهكذا في صلاتك، وهكذا في جميع الأحوال، تعلم أنك فعلت ما فعلت، وأن هذه الوساوس التي تخطر كلها من الشيطان؛ فاطرحها، ولا تلتفت إليها، هذا هو الواجب عليك، حتى ترغم عدو الله، وحتى تستريح من وساوسه مستقبلًا، فإنه إذا رأى منك اللين في قبول الوساوس؛ طمع فيك، وزاد عليك في الوساوس، وإذا رأى منك القوة والمحاربة له؛ يئس منك وابتعد.
وهكذا يجب عليك أن تستعيذ بالله من شره، حتى ولو في الصلاة، إذا خطر لك هذه الوساوس في الصلاة وتواترت عليك؛ فانفث عن يسارك ثلاث مرات، وقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات، وبهذا تسلم من عدو الله.
وقد أرشد النبي ﷺ بعض الصحابة إلى هذا، فإن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول الله، إن الشيطان لبس علي صلاتي، فقال له: انفث عن يسارك ثلاث مرات، وتعوذ بالله من الشيطان ثلاثًا ففعل ذلك؛ وعافاه الله من هذه الوساوس، نعم.
المقدم: بارك الله فيكم.