الجواب:
تقول: اللهم اغفر لأبي، اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم نجه من النار ، ونحو ذلك، هذا الدعاء له.
أما دعاء الميت، والتوجه إلى الميت تقول له: يا فلان انصرني، أو أنا في حسبك، أو أغثني هذا الشرك الأكبر، أو اشفع لي، أو أنا في جوارك، أو ما أشبه ذلك هذا الشرك الأكبر، هذا فعل المشركين مع اللات والعزى، ومع أصنامهم، وهذا فعل المشركين مع الشيخ عبد القادر الجيلاني، ومع البدوي، ومع الحسين، ما يجوز هذا.
لا يقل: يا سيدي فلان انصرني، أو أنا في حسبك، أو أنا في جوارك، أو اشفع لي، هذا ما يقال للميت يقال للحي، يقول للحي: اشفع لي، ادع الله لي؛ ما يخالف الحي، تقول: ادع الله ليغفر لي، ادع الله أن يرحمني، هذا لا بأس.
أما الميت تقول له: يا فلان، يا شيخ عبد القادر، أو يا حسين، أو يا ست زينب، أو يا فلان -وهو ميت- ادع الله لي، هذا ما يجوز؛ لأنه غير قادر، لا يستطيع شيء، أو اشفع لي؛ هذا توسل بميت لا يقدر، كالذي يقول للصنم: انصرني، أو اشفع لي، جماد لا قدرة له على شيء، فسؤال الأموات، والاستغاثة بالأموات، والتشفع بالأموات؛ هذا هو عمل المشركين وهذا هو المنكر، ولا يجوز، بل هو من الشرك الأكبر، نسأل الله العافية، نعم.
ومثله الغائبون يا ملائكة الله، يا جبريل، يا ميكائيل، أو يا جن الفلانيين، يا جن الظهران، يا جن الحسا، يا جن أمريكا، يا جن مصر، أو يا جني الفلاني، كل هذا من الشرك الأكبر، وقد ذم الله بعض المشركين في هذا، قال عنهم: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا[الجن:6] يعني: زادوهم شرًا وبلاء، نسأل الله العافية، نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم سماحة الشيخ.