الجواب:
نعم الأولياء لهم كرامات، خرقًا للعادة، إذا كانوا مستقيمين على طاعة الله ورسوله، قد تقع لهم كرامات عند الحاجة، عند حاجتهم، أو عند إقامة الحجة على غيرهم، حجة الدين على غيرهم، قد يخرق الله لهم العادة بكرامة، ومن ذلك ما وقع لعباد بن بشر، وأسيد بن حضير، كانا زارا النبي ﷺ في ليلة مظلمة، فلما خرجا من عنده أضاءت لهما أسواطهما كالسراج في الطريق، حتى وصلا إلى أهلهما، كرامة من الله لهما، كل واحد سوطه كان يضيء له الطريق.
ومن هذا قصة الطفيل الدوسي رئيس دوس، لما أسلم وطلب من النبي ﷺ أن يجعل الله له آية حتى يصدقه قومه سأل الله أن يجعل له آية، فصار له نور في وجهه من السراج لما أتى أهله به، فقال: «يا رب، في غير وجهي» فجعله الله في سوطه، إذا رفعه استنار كالسراج، فأسلم قومه على يديه، وهداهم الله بأسبابه.
وهناك وقائع أخرى لأولياء الله عند الشدائد مثلما وقع لجريج لما رمته البغي، قالت: إنه زنى بها، وأنها حملت منه، وهي كاذبة، فجاءه أهل بلده، وهدموا عليه صومعته، فقال: ما بالكم؟ قالوا: زنيت بهذه، سبحان الله ما زنيت بها، هاتوا الغلام، جابوا الغلام له، فوضع إصبعه على الغلام، الذي ما زال مولودًا، فقال: من أبوك يا هذا الغلام؟ قال: أبوي فلان الراعي، الذي زنا بالمرأة، فلما أنطقه الله وهو صغير قالوا: نعيد لك صومعتك من الذهب، قال: لا ردوها طين، ردوها مثل حالها الأولى، المقصود: براءتي مما رميتموني منه، الحمد لله، والقصص كثيرة في هذا، نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم سماحة الشيخ.