الجواب:
المؤمن يلتمس ما هو الأنفع له، وما هو أكثر أثرًا في قلبه، فإذا كانت الصلاة مع البعيد تؤثر في القلب أكثر، وينتفع بها أكثر لحسن أسلوب خطابته، ولعنايته بالخطبة، واهتمامه بها، فهذا أولى، سواء كان يخطب من ورقة، أو عن ظهر قلب.
ولا عيب على الخطيب من الورقة؛ لأنها قد تكون أضبط لخطبته، وأثبت له، فإذا كان يخطب من ورقة، ولكنه يحسن الخطبة ويجيدها، ويعتني بما يكتب في الورقة هذا طيب، ولا لوم عليه، ولا عيب عليه في هذا، وبعض الناس الذين يخطبون من دون ورقة قد يغلطون كثيرًا، وقد يرددون الكلام على غير فائدة.
فأنت -يا أخي- عليك أن تستعمل ما هو أصلح لقلبك، وما هو أنفع لك، فالمسجد البعيد فيه زيادة الخطى، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: أعظم الناس في الصلاة أجرًا أبعدهم فأبعدهم ممشى.
وإذا كانت خطبته أنفع لقلبك، وأشد أثرًا فيه، فلا مانع من الذهاب إليه، أما كونها من ورقة أو من غير ورقة، فهذا لا ينبغي أن يكون له أثر، فالخطبة من الورقة ومن غير الورقة كله جائزة، والحمد لله، والخطيب ينظر ما هو أصلح إن كانت خطبته من ورقة أنفع وأصلح وأثبت لقلبه، وأعون له على الأداء الحسن فليخطب من الورقة، وإن كانت خطبته عن ظهر قلب أنفع وأصلح وأشد أثرًا في الناس فليفعل هذا، هو أعلم بنفسه وأعلم بما يطيق، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، إذًا: يجب ألا يؤثر هذا في الناس شيخ عبد العزيز ؟
الشيخ: نعم، لا ينبغي هذا، لا ينبغي أن يؤثر، بل ينبغي للمؤمن أن يتحرى ما هو الأصلح في سماع الخطبة، وفي الذهاب إلى المسجد الذي يصلي فيه، وينبغي للخطيب أيضًا أن يتحرى ما هو الأصلح، إن كان الأصلح له أن يخطب عن ظهر قلب فعل، وإن كان الأصلح له أن يخطب من ورقة فعل.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.