الجواب:
أما الصلاة على الميت في المقبرة فلا بأس، فقد صلى النبي ﷺ على قبر بعدما دفن، لكن الأفضل أن يصلى عليه في المصلى المعد للجنازة أو المساجد حتى يصلي عليه جمع غفير من الناس، الأفضل لأهله أن يقدموه للمسلمين يصلون عليه في المساجد، أو في المصلى المعد لصلاة الجنازة إذا كان هناك مصلى معد لصلاة الجنازة، فإن لم يتيسر ذلك قد صُلي عليه في المقبرة فلا حرج.
أما رفع الصوت بلا إله إلا الله عند الدفن، أو عند الحفر، أو عند السير بالجنازة هذا لا أصل له، بل المشروع أن الإنسان يفكر وينظر في عاقبة الموت، وما بعد الموت، ويحاسب نفسه، ولا يرفع صوته بذكر الله، ولا بغير ذلك مع الجنازة، ولا عند الدفن، ولا عند الحفر، أما كون الإنسان يتكلم بشيء عادي....، سيره من الجنازة بينه وبين نفسه من دعاء، أو ذكر لله، أو في المقبرة، أو غير ذلك فلا بأس.
أما شيء متعمد، صوت عالي: وحدوه، أو لا إله إلا الله، صوت جماعي أو عند الدفن، فهذا شيء لا أصل له.
وكان من عادة السلف -رحمة الله عليهم- غض الصوت عند الجنائز، والتفكير في أحوال الميت، وما يقال له، وما يقول، هكذا ينبغي للمؤمن أن يفكر عند اتباعه الجنازة، وعند حضوره للقبور، وعند حضوره الدفن، يفكر في هذه الأمور العظيمة، وماذا يقال للميت؟ وماذا يقول؟ وهل يجيب أو ما يجيب؟ يكون عنده في هذا تفكير طويل حتى ينتفع بذلك.
ولا مانع من الدعاء والاستغفار بين العبد وبين نفسه، والذكر بين العبد وبين نفسه، لا بأس بهذا، أما تعمد رفع الصوت بذلك، أو أن يكون صوتًا جماعيًا فهذا لا أصل له، والسنة بعد الدفن أن يدعى للميت بالمغفرة والثبات.
كان النبي ﷺ إذا فرغ من دفن الميت يقول: استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل فالسنة أن يوقف عليه بعد الدفن و يدعى له بالمغفرة والثبات.
أما التلقين فهو بدعة هذا الصواب، أن يقال للميت بعد الدفن: يا فلان اذكر ما خرجت عليه من الدنيا، أنك تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وأن الإسلام دينك، وأن محمدًا نبيك، وأن القرآن إمامك، إلى غير هذا من الكلمات اللي يقولون هذا لا أصل له، جاء فيه أخبار، لكنها موضوعة غير صحيحة.
والصواب في هذا، والمعتمد في هذا عند أهل السنة أن التلقين لا أصل له في سنة الرسول ﷺ بل هو بدعة، وإنما يدعى للميت بالمغفرة والثبات بعد الدفن كما أمر النبي ﷺ بذلك، هذا هو المعتمد، وهذا هو المشروع، والله المستعان، نعم.
المقدم: الله المستعان جزاكم الله خيرًا.