الجواب:
الشمس آية من آيات الله، والقمر آية من آيات الله، والنجوم آيات، والسماء آية، والأرض آية، وفيها آيات، وفي السماء آيات، والشمس من آيات السماء، يعني آيات ما فوق، كل ما فوق يكون سماء، وهي مستقلة عن السماء، آية مستقلة عن السماء عظيمة، ونورها يبهر العقول الآن مع ارتفاعها العظيم، وحرارتها في وقت الصيف لا تخفى على أحد مع بعدها، وذلك يدل على أنها آية من أعظم الآيات، والله جعلها ضياء، وجعلها نورًا للناس، فهي من أعظم آيات الله ومع ذلك يراها الناس كلهم، وكأنها لا شيء، القلوب أكثرها مصاب لا يعي، ولا يعتبر.
والقمر كذلك آية عظيمة من آيات الله، من آيات السماء من آيات ما فوقك، وهكذا النجوم السيارات، والثوابت على كثرتها كلها آيات لمن عقل، ولمن تدبر، ولمن رزق التوفيق يعتبر بها، ويستدل بها على أن ربه أعظم، وأكبر، وأنه خلاقها هو العظيم المستحق للعبادة، وهو العالم القادر على كل شيء، الذي خلق هذه الآيات العظيمات، هو أعظم، وأكبر وهو المستحق لأن يعبد، ويعظم، جل وعلا.
وأما دعوى بعض الفلكيين أن الشمس أكبر من السماوات، وأكبر من الأرض، إلى غير هذا؛ فهي دعوى مجردة، لا نعلم صحتها، ولا نعلم دليلًا عليها، فهي آية عظيمة، أما القول بأنها أكبر من السماوات، والأرض، فهذا شيء يحتاج إلى دليل، هذه مجرد دعوى كما يقول العلماء، هذه مجرد دعاوى، ليس عليها دليل واضح، فيما نعلم.
ثم أيضًا لو علمنا أنها أكبر من السماء، ماذا يفيدنا؟ هي أكبر من السماء، أو أصغر، هي آية عظيمة! آية سواء عرفنا هي أكبر، أو أصغر، هي آية عظيمة، سائرة، تأتي من الشرق، وتذهب إلى المغرب، وهكذا تعم الدنيا، تعم هذه المعمورة، وتعم الدنيا، والبحار، تطلع من الشرق سائرة في اليوم أربعة وعشرين ساعة، ثم ترجع إلى مطلعها، وفي آخر الزمان، ولعله ليس بالبعيد يقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من المغرب، فيقفل باب التوبة، ولا ينفع أحد بعد ذلك إلا عمله السابق.
كل هذا سوف يقع كما قال تعالى: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً [الأنعام:158] هذه هي الشمس، حين تطلع من مغربها، كما جاءت به النصوص عن الرسول ﷺ فهي آية عظيمة، سواء قال الفلكيون: إنها أكبر من السماء، أو أصغر، فهي آية عظيمة مع القمر دائبين.