الجواب:
السنة أن يتأخر بعد الأذان قليلًا، وألا يبادر بعد الأذان في الحال؛ لأنه قد يبكر في الأذان، قد يكون أذن قبل الوقت، فالاحتياط أن يكون فعل الصلاة بعد الأذان بدقائق كربع ساعة، ثلث ساعة، نصف ساعة، كل هذا لا بأس به، لكن المغرب الأولى فيها التبكير أكثر من غيرها؛ لأن وقتها أقصر من غيرها، فالأفضل التبكير فيها كما كان النبي يبكر فيها -عليه الصلاة والسلام- وإذا صلاها بعد الأذان بعشر دقائق، بثمان دقائق، فحسن، وإن أخرها ربع ساعة، ثلث، فلا حرج في ذلك.
المقصود: أنه لا حرج أن يصلي الصلاة في أول وقتها، أو في وسط وقتها، أو في آخر وقتها، لكن الأفضل أن تكون في أول وقتها، هذا هو الأفضل إلا إذا اشتد الحر في الظهر، فالأفضل أن يؤخرها حتى ينكسر الحر، وهكذا في العشاء الأفضل فيها التأخير في الأصل إلى الثلث الأول من الليل، إلا إذا اجتمع أهل المسجد، فإن السنة أن يبادر وألا يعطلهم، وهكذا المريض والمرأة في البيت إذا أخرت بعض الوقت في العشاء فهو أفضل، وإن اقتضت المصلحة التبكير بأنها تحتاج إلى النوم مبكرة وهكذا المريض بكر بها.
فالخلاصة: أن العشاء يستحب فيها التأخير إلى ثلث الليل، أو ما يقارب ذلك، هذا هو الأفضل إذا لم يكن في هذا مضرة على أحد، وهكذا في صلاة الجماعة في العشاء يستحب للإمام أن يؤخرها إذا لم يجتمعوا، فإن اجتمعوا عجل، وهكذا كان النبي يفعل -عليه الصلاة والسلام- إذا رآهم اجتمعوا عجل، وإذا رآهم أبطئوا أخرها -عليه الصلاة والسلام- والظهر كذلك لشدة الحر، إذا اشتد الحر كان ﷺ يبرد بالظهر، ويأمر بالإبراد، هذا هو السنة، نعم.