الجواب:
من نعم الله عليها أن من عليها بالتوبة، ورزقها الندم على ما مضى، والحمد لله على ذلك، فعليها أن تستمر في الخير، وأن تلزم طاعة الله ورسوله، وأن تحافظ على الصلاة في وقتها، وأن تستكثر من الخير؛ من صلاة النافلة، من الصدقة، من الدعاء، من الذكر، وهكذا جميع أنواع الخير، ويكفيها ذلك، والحمد لله.
وليس عليها قضاء الصلاة؛ لأن التوبة تهدم ما كان قبلها كما قالها النبي -عليه الصلاة والسلام-: التوبة تجب ما كان قبلها وقال -عليه الصلاة والسلام-: التائب من الذنب كمن لا ذنب له فلتطمئن ولتحمد الله على ما هداها له من التوبة؛ ولتعلم أنه لا شيء عليها عما مضى، بل التوبة تمحو ذلك مع الصدق والنصح في التوبة، والتوبة الصادقة تشمل أمورًا ثلاثة:
الندم على الماضي من الذنب.
والإقلاع منه وتركه.
والعزيمة الصادقة أن لا يعود المذنب لذلك، سواء كان رجلًا أو امرأة.
فهذه الأمور الثلاثة لا بد منها في التوبة: الندم على الماضي، وإقلاع من الذنب، وعزم صادق أن لا يعود في ذلك.
وهناك شرط رابع إذا كانت الجريمة والذنب يتعلق بالغير فمن تمام التوبة أن يعطي الحق لصاحبه، وأن يرد عليه حقه، أو يستحله من ذلك، كما لو كان الذنب خيانة في مال أو سرقة أو نحو ذلك، فإن من شرط التوبة وتمامها أن يرد المال إلى صاحبه، أو يستحله من ذلك.
يقول الله سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82] ويقول سبحانه لما ذكر الشرك والقتل والزنا في آية الفرقان في قوله سبحانه: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا [الفرقان:69] ثم قال بعد هذا: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الفرقان:70] فذكر سبحانه أن من تاب من الشرك أو القتل أو الزنا أبدل الله سيئاته حسنات.
فهذه من نعم الله العظيمة، وفضله الكبير، فعلى التائب أن يحمد ربه، وأن يصدق في التوبة، وأن يلزمها حتى يلقى ربه، والله ولي التوفيق.