الجواب:
لا منافاة بين الحديث وبين الآية الكريمة؛ فإن الآية فسرها أهل العلم بأن المراد منها الشرائع، يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ مما شرع، ويثبت ما يشاء ، فينسخ شيئًا ويثبت شيئًا، مما شرع ، وبعضهم فسرها بالحسنات والسيئات، يمحو الله ما يشاء من السيئات بالتوبة وبالحسنات، ويمحو بعض الحسنات بتعاطي ما حرم الله مما يزيلها.
فالحاصل أنها ليست يراد بها: ما سبق به القدر، ما سبق به القدر لا يمحى، ما استقر في علم الله أنه يقع لا يمحى، بل الأقدار ماضية: رفعت الأقلام وجفت الصحف فما قدره الله وسبق في علمه أنه يكون يكون، وما سبق في علمه أنه لا يكون لا يكون، فهو غير داخل في الآية الكريمة، وإنما الآية فيما يتعلق بالشرائع والأحكام وبالحسنات والسيئات لا فيما يتعلق بالأقدار، هذا هو أصح ما قيل في الآية الكريمة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.