الجواب:
هذا بيَّنه النبي ﷺ وأن الورود المراد بذلك المرور على الصراط، فالمسلم يمر على الصراط وينجو، وقد يقع بعض أهل المعاصي، وأما الكفار فإنهم يساقون إليها، ويردونها، ويحشرون إليها، والعياذ بالله.
فلا بد من المرور، فالمؤمن يمر وينجو، والكافر يساق إليها ويدخلها، وبعض العصاة قد يخدش على الصراط وينجو، وقد يسقط بسبب معاصيه ثم لا يخلد، العاصي لا يخلد في النار إذا مات على الزنا أو اللواط أو الربا، أو عقوق الوالدين، أو غير هذا من المعاصي ولم يتب فهو تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له، وأدخله الجنة بتوحيده، وإيمانه، وحسناته، وإن شاء أدخله النار بمعاصيه، فإذا طهر فيها ومحص أخرج منها إلى الجنة، كما قال الله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[النساء:48] .
فأخبر سبحانه أن الشرك لا يغفر لمن مات عليه، أما ما دون الشرك فقد يغفر وقد يعفى عنه لتوبة، والتائب يتوب الله عليه، وقد يعفى عنه لحسنات كثيرة، وأعمال صالحة قدمها، أو بشفاعة بعض الشفعاء، كما تواترت الأخبار عن رسول الله ﷺ أنه يشفع في جماعة من العصاة فيخرجهم الله من النار، وهكذا يشفع غيره.
والمقصود أن العاصي تحت مشيئة الله، إذا مات على الإسلام لكن عنده معاصي لم يتب منها، فهو تحت مشيئة الله إن شاء غفر الله له وأدخله الجنة، وإن شاء عذبه على قدر معاصيه، ثم يخرجه الله من النار، بشفاعة بعض الشفعاء، أو بمجرد رحمته سبحانه وجوده جل وعلا. نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم.