الجواب:
أما صحة وجود هذا الطفل فهذا يرجع إلى الأطباء وأهل الخبرة بالبصر الذي أشار إليه السائل، وأما كون الطفل اطلع على كون الحمل ولدين فهذا محل نظر، مهما كانت الحال ومهما زعم من حدة بصره، ولكن على فرض أنه وجد ذلك فقد يطلع على هذا بعض الأطباء بالطرق الجديدة والوسائل الجديدة؛ لأن هذا ليس من علم الغيب بعدما يوجد الحمل في البطن، وبعدما يتخلق في البطن ليس من علم الغيب، قد اطلع عليه الملك بأمر الله فإن الله سبحانه يأمر الملك بأن يخلقه ذكرًا أو أنثى تام الخلقة أو ناقص الخلقة، وكل ذلك يكتب كما جاءت به الأحاديث الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
فهذا حينئذ صار معلومًا للملك الموكل بالرحم ولم يختص علمه بالله ، وقد يطلع على هذا بالوسائل وبالأمارات والعلامات التي جربها الخبراء بالحمل، وجربها الأطباء، وإنما الذي لا يعلمه إلا الله فقط هو الذي قبل ذلك، قبل أن يخلق الطفل ما دام نطفة وعلقة ومضغة لم يخلق، فهذا هو الذي يختص الله بعلمه لأنه حينئذ لم يطلع الملك على شيء، أما بعد اطلاع الملك على التخليق فهو حينئذ من الأمر المشترك، وليس من خصائص الله بعدما أخبر الملك بما أخبره به ونفذ الملك ما قاله الله وهو ملك موكل بالأرحام كما جاءت به الأخبار على رسول الله عليه الصلاة والسلام، فليس في هذا إشكال والحمد لله. نعم.