من المستمعة (م. ع. ز) رسالة وفيها سؤال طويل تقول عن نفسها: أنا امرأة اغتبت كثيرًا جدًا ولم يسلم أحد من لساني حتى المارة في الطريق أغتابهم سواءً عرفت أحدًا منهم أم لم أعرفهم.
اغتبت إخواني وأخواتي ووالدي وزوجي وجيراني وأقاربي فردًا فردًا، وإذا ذهبت إلى حفلة لم أترك أحدًا إلا وأتيت بذكره بعيب فيه على مدار عشر سنين أو أكثر، وقد ندمت أشد الندم وتحسرت على ما كنت عليه من الغفلة وتبت إلى الله وعسى الله أن يقبل، ولكني علمت أن التوبة من الغيبة يلزمها شرط هو: أن أتحلل ممن اغتبت، كيف أتحلل من أبي وأمي وإخواني مما قد يورث الكره؟
وكيف أتحلل ممن لا أعرفه وهذا صعب وشاق وقد لا أجد سبيلًا للتعرف عليهم؟ وهل من مخرج؟ وكيف يكون؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرًا، وهل يكفي أن أقول: اللهم اغفر لكل من اغتبت، دبر كل صلاة؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
التوبة والحمد لله كافية، التوبة كافية والحمد لله، ونسأل الله أن يتقبلها منك، وعليك أن تسألي الله لهم العفو والمغفرة، وأن تذكريهم بالخير الذي تعرفين عنهم من تعرفين منهم، تذكريه بالخير الذي تعرفيه منه بدلًا من السوء الذي ذكرته.
وأما تحللهم فلا يلزم للصعوبة التي ذكرت، لكن من عرفت منهم وتيسر استحلاله فلا بأس، قولي له: إني فعلت كذا أبحني وسامحني، إذا تيسر ولم تخشي شرًا، أما إذا كان تخشي شرًا أن يترتب على طلبك التحلل فتنة وعداوة وشحناء فيكفي التوبة والحمد لله ولا يلزم استحلالهم.
أما من لا تعرفين فيكفي التوبة والحمد لله والدعاء لهم بالخير والاستغفار لهم والحمد لله. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.