الجواب:
الواجب عليه أن يحذر العودة، وأن يتقي الله في ذلك، وأن يعالج الأمر بما يستطيع من مآكل أو مشارب أو أدوية حتى يترك ذلك، وحتى يبتعد عن ذلك، وحتى يذهب ما في قلبه من محبة الرجوع، لا بد من العلاج، ولا بد من الجهاد للنفس، المؤمن يجاهد نفسه ويصبرها على الحق ويمنعها من الباطل ولو تاقت إليه، يقول الله جل وعلا: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69] لا بد من جهاد.
ولا يجوز له العود إلى التدخين أو شرب المسكر أو غيرهما من المعاصي ولو تاقت نفسه إلى ذلك، ولو أصابه شدة فعليه أن يعالج، وعليه أن يجاهد، وعليه أن يصبر ويتحمل ويأتي بما يستطيع من أنواع العلاج الذي يمنعه من الميل إلى هذا الشراب الخبيث الذي هو مضر به في دينه ودنياه، ضرر الدخان عظيم في الدين والدنيا جميعًا، فالواجب الحذر، الواجب على كل مدخن أن يتقي الله، وأن يحذر هذا البلاء وأن يبتعد عنه، وأن يجاهد نفسه، وأن ينصح لإخوانه في تركه، هذا هو الواجب على الجميع، والله سبحانه يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى[المائدة:2]، ويقول: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ[التوبة:71].
فلا بد من جهاد النفس وتصبيرها عن هذا المحرم، وهكذا جميع المعاصي يجب على المؤمن أن يجاهد نفسه، وأن يمنعها مما حرم الله، وأن يصبر على ما يحصل من المشقة حتى تسلو النفس عن ذلك، وحتى يطمئن قلبه، وحتى تكون الأمور عادية بعد الصبر والاحتساب ينتهي كل شيء مما في قلبه، ويجعل الله في قلبه الإيمان والقوة، ومحبة الخير، وكراهة الشر بسبب جهاده لنفسه وصبره.
فالكفار كانوا عندهم تشبث بالكفر، وتعلق به، والمحاربة دونه، وجلاد بالسلاح؛ فلما شرح الله صدورهم للإسلام تركوا ذلك، وابتعدوا عنه، وجعل الله في قلوبهم المحبة، والإيمان، والهدى، وتركوا ذلك الذي كانوا يقاتلون عنه بالسلاح، نسأل الله السلامة.
المقدم: اللهم آمين، أحسن الله إليكم.
توصون هذا السائل يا سماحة الشيخ بالإخلاص في الدعاء له أثر قوي؟
الشيخ: نعم، نوصيه بالدعاء يسأل ربه يقول: اللهم أجرني من هذا البلاء، اللهم اجعل في قلبي وفي نفسي ما يمنعني منه، اللهم اكفني شره، واكفني شر نفسي، اللهم أعذني من الشيطان، يسأل ربه الإعانة والتوفيق، يسأل ربه التوفيق للصبر عن هذا البلاء وعن غيره من المعاصي.
المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ.