الجواب:
هؤلاء فيهم تفصيل: إن كانوا يدعون هذا من دون أسباب فهؤلاء مخرفون، ومن جنس الكهنة والمنجمين والرمالين، لا يصدقون ولا يسألون، وينكر عليهم، ويجب على ولاة الأمور أن يستتيبوهم، وأن يعاقبوا من فعل هذه الأمور؛ لأن هؤلاء ظاهرهم دعوى علم الغيب ودعوى ما يعظمهم عند الناس، فيغرون الناس ويشبهون عليهم أنهم عندهم معلومات غيبية.
أما إذا كان أسباب ذلك واضحة مثل إنسان يتعاطى علم مواضع الماء، قد جرب ويذهب إلى المحل، ويشوف، وينظر فيه ويتأمل أسباب مما حوله من الأودية والأشجار والنباتات ويقول: هذا محل ماء، هذا لا بأس به، يعرف بالقرائن، لمعرفة الماء أسباب.
كذلك إذا كان يقول له: ناجح في دراستك إذا اختبره وسأله عن مسائل وظهر له من حاله أنه جيد، وقال: إن شاء الله أنك تنجح، هذا له وجه، أما يقول له على الغيب وهو ما اختبره ولا عرف ما عنده هذا غلط، هذا باطل، هذه دعوى باطلة، وهذه دعوى علم الغيب، الله هو الذي يعلم الغيب ، لا يعلمه سواه جل وعلا.
فالمقصود أن هؤلاء يدعون علم الغيب ويتنبئون بأشياء بدون أسباب هؤلاء مخرفون ضلال يجب القضاء عليهم بالتأديب ومنعهم من هذا الأمر إلا إنسان يتعاطى ذلك بأسبابه الشرعية مثلما تقدم، يختبر الولد ويعرف قوته في الدراسة وفي المتن الذي يقرأ فيه أو الدرس الذي يقرأ فيه، يقول له: أنت إن شاء الله تنجح؛ لأنه ظهر له منه النبوغ والحذق، أو إنسانًا ذهب به إلى محل الماء إلى الأرض التي يحفر فيها ورأى، تأمل موضع الماء وما حوله من الجبال وما حوله من الزروع وما حوله من الأشجار، وظهر له أن المحل فيه ماء؛ لأنه قد جرب هذه الأمور وعرف، هؤلاء قد يصيبون كثيرًا، وقد يغلطون ولا يصيبون، وهذا واقع، لكن هذا ممكن، كما ذكر ابن القيم وغيره من أهل العلم أن الماء له علامات، أما إنسان يدعي هكذا من دون أن يذهب ومن دون أن يراجع هذا كذاب. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.