الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد.
فقد بيَّن الله سبحانه في كتابه الكريم، وهكذا رسوله -عليه الصلاة والسلام- حق الوالدين، وأوجب برهما، والإحسان إليهما، وحرم عقوقهما، فالواجب على كل مسلم، وعلى كل مسلمة بر الوالدين، والإحسان إليهما، والحرص على رضاهما، والحذر من عقوقهما، قال الله -جل وعلا-: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء:23-24] وقال سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا[النساء:36] قال -جل وعلا-: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ[لقمان:14].
فشُكْر الوالدين، والإحسان إليهما أمر لازم، قال: وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا [الأحقاف:15] فالله -جل وعلا- أوصى بهما، والإحسان إليهما.
فالواجب على كل مسلم، وعلى كل مسلمة برهما، والإحسان إليهما، والحذر من عقوقهما، وثبت عنه ﷺ أنه قال لما سئل: أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها قيل: ثم أي؟ قال: بر الوالدين قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله فبيَّن ﷺ أن بر الوالدين من أهم الواجبات، وقال ﷺ في الحديث الصحيح: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الاشراك بالله، وعقوق الوالدين وكان متكئًا فجلس، فقال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور رواه الشيخان، البخاري ومسلم في الصحيحين.
هذا يبين لنا عظم كبيرة عقوق الوالدين، وأن عقوقهما من أكبر الكبائر، قرنه الله بالشرك، وقرنه الرسول ﷺ في هذا الحديث بالشرك، وفي الحديث الصحيح يقول النبي ﷺ: من الكبائر شتم الرجل والديه قيل: يا رسول الله! وهل يسب الرجل والديه؟! -استنكر الصحابة ذلك- قال: نعم. يسب أبا الرجل؛ فيسب أباه، ويسب أمه؛ فيسب أمه.
فالواجب على جميع المسلمين من رجال ونساء العناية ببر الوالدين، والإحسان إليهما، والحذر كل الحذر من عقوقهما بالقول، أو الفعل، نسأل الله لجميع المسلمين الهداية، والتوفيق، وصلاح القول، والعمل. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ، قد يتساءل الشاب، أو الشابة: كيف يكون البر في الحياة، وفي الممات يا شيخ؟
الشيخ: بالمعروف؛ الإحسان إليهما بالنفقة عليهما إن كانا فقيرين، وبالسمع والطاعة لهم في المعروف، إذا طلب منه أن يذهب كذا، أو يأتي بكذا، يطيعهما في المعروف، والإتيان بحاجاتهما إذا طلباه في حاجة لهما، في تنفيذ أوامرهما التي ليست معصية لله، هذا من برهما، وإذا كانا فقيرين من برهما الإنفاق عليهما إذا كان يقدر، ومن برهما السمع والطاعة لهما في المعروف، إذا قالا له: اذهب هات كذا، أو اذهب بكذا، أو ادع لنا فلانًا.. أو ما أشبه ذلك، يعني: معناه السمع والطاعة لهم في المعروف، وبرهما بالمال، والكلام الطيب، والأسلوب الحسن حسب الطاقة.
المقدم: أحسن الله إليكم.