الجواب:
المسألة مثل ما قال السائل: فيها خلاف بين العلماء، إذا كان التارك للصلاة لم يجحد وجوبها، أما إن كان يجحد وجوبها؛فإنه يكفر عند الجميع -والعياذ بالله- كسائر الكفرة، كفرًا أكبر، أما إذا تركها تكاسلًا دائمًا، أو في بعض الأحيان فهذا هو محل الخلاف.
والصواب: أنه يكفر كفرًا أكبر، هذا هو الصواب خلاف قول الأكثر، والصواب قول من قال بكفره كفرًا أكبر، وأنه لا يغسل، ولا يصلى عليه، حكمه حكم الكفار لقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: بين الرجل، وبين الكفر، والشرك ترك الصلاة ولقوله ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر.
ولقول عبدالله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل: "لم يكن أصحاب النبي ﷺ يرون شيئًا تركه كفر إلا الصلاة" ولقوله ﷺ: لما سئل عن الأئمة الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها، أو يتعاطون بعض المعاصي: هل نقاتلهم؟ نهى عن قتالهم، قال: إلا أن تروا كفرًا بواحًا، عندكم من الله فيه برهان وفي رواية: ما أقاموا فيكم الصلاة فدل على أن ترك الصلاة من الكفر البواح.
فالواجب على كل مسلم أن يحذر ترك الصلاة، وهكذا كل مسلمة يجب عليها المحافظة على الصلاة في وقتها، والحذر من تركها، فإن تركها كفر، ومن هذا قوله ﷺ: من ترك صلاة العصر؛ حبط عمله وحبوط العمل يدل على الكفر الأكبر، فالواجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة على الصلاة في أوقاتها، والحذر من تركها لا جحدًا، ولا تهاونًا، نسأل الله للمسلمين الهداية، والتوفيق، والعافية من كل شر. نعم.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.