الجواب:
هذا توجيه من الله سبحانه إلى داود -عليه الصلاة والسلام- أن يعمل السابغات، وهي الدروع التي تلبس في الحرب، وأن يقدر في السرد، يعني: حلق الدرع تكون الحلقة بقدر ما يدخل فيها حتى لا يسقط الدرع، فهو تعليم من الله -جل وعلا- لداود أن يحسن صناعة السابغات التي هي الدروع، التي هي تنفع الناس، حتى يستفيد منها الناس، وينتفعوا بها في الجهاد.
ثم أمره بالعمل الصالح، العمل الصالح يشمل جميع طاعات الله ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، فالمؤمن مأمور بالعمل الصالح، وهو ترك معصية الله، والقيام بأمر الله من شرعه هذا هو المشروع للجميع في عهد داود، وفي عهد الأنبياء قبله، وفي عهد نبينا محمد ﷺ وبعده، المشروع للأمة العمل الصالح، ولهذا قال: وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ فالله يعلم أحوال عباده، ويبصر أحوالهم، وأعمالهم، ولا تخفى عليه خافية -جل وعلا- فالمشروع لجميع أتباع الرسل أن يعملوا الصالحات، ولأتباع محمد ﷺ أن يجتهدوا في العمل الصالح، قال -جل وعلا-: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ [لقمان:8].
فالمؤمن مأمور بالعمل الصالح، وهو طاعة الله ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، والصانع مأمور بالعناية بالصنعة وإتقانها، وعدم الخيانة فيها، سواء كان يصنع الدروع، أو السيوف، أو البنادق، أو المدافع، أو غير ذلك، كل صانع مأمور بالعناية بإتقان الصنعة، وعدم الخيانة، والغش، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.