هل يجتمع الجن بالأنس؟ وهل لهم تأثير على المؤمن؟

السؤال:

من محافظة حمص في الجمهورية العربية السورية، المستمع (ح. م. م) رسالة وضمنها جمعًا من الأسئلة، في سؤاله الأول يقول: هل صحيح أن بعض الناس يجتمعون مع الجن، ويتكلمون معهم، وهل للجن تأثير على المؤمن؟ 

الجواب:

قد يجتمع بعض الناس مع الجن، قد يكون له اختلاط بهم، وخدمة لهم في عبادتهم من دون الله، أو الذبح لهم، أو النذر لهم، فيخدمونه، فالمقصود أنه قد يجتمع بالجن، والجن ثقل عظيم، خلقهم الله للعبادة، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] فهم مأمورون بعبادة الله وطاعته، كما أن الإنس مأمورون بذلك، وبعض الناس قد يخدمهم، ويعبدهم من دون الله؛ ليقضوا له بعض الحوائج، فيكون قد أشرك بالله، وعبد معه سواه .

وقد يتراؤون لبعض الناس في بيته، أو في السفر، أو في أي مكان يبرزون للناس، ولكن الغالب أنهم يروننا، ولا نراهم، كما قال -جل وعلا-: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ [الأعراف:27] وطاعتهم في المعاصي مثل طاعة الإنس محرمة، لا يجوز طاعتهم في المعاصي، وعبادتهم شرك بالله .

فإذا طلبوا من الإنسي أن يضرب أحدًا، أو يأخذ مال أحد، يعطيهم مال أحد؛ فهذا من الظلم، وإذا تقرب إليهم بذلك، بالمال، أو بالذبح، أو بالدعاء؛ صار شركًا أكبر، نسأل الله العافية.

وكان أهل الجاهلية يستعينون بالجن، إذا نزلوا الأودية؛ خافوا منهم، وقالوا: نعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه، فأنكر الله عليهم ذلك في قوله سبحانه: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا [الجن:6] في سورة قل أوحي إلي يقول سبحانه: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا [الجن:6] فلا يجوز الاستعانة بالجن، ولا دعاؤهم، ولا الاستغاثة بهم، ولا الذبح لهم، ولا النذر لهم، كل هذا من الشرك بالله.

أما كونهم قد يسمع أصواتهم، أو قد يجتمع بهم، أو قد يخدمهم؛ فهذا يقع لبعض الناس، قد يقع لعباد القبور، عباد الشياطين، قد يجتمعون بهم، ويخدمونهم، كل طائفة تخدم الأخرى، نسأل الله السلامة، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، إذًا لهم تأثير على المؤمن كما يسأل أخونا؟

الجواب: نعم، قد يلتحق الجني بالإنسي فيصرعه، يدخل فيه، يشتمل عليه؛ فيكون مجنونًا بسبب ذلك، ويؤذيه بذلك، يكون ظالمًا له، وهذا موجود كثيرًا، مثلما قال ﷺ في الحديث الصحيح، يقول النبي ﷺ: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم قد يكون يدخل فيه، يعني: يلتبس به حتى يتكلم على لسانه، قد يكون رجلًا، قد يكون امرأة، قد يكون مسلمًا، قد يكون كافرًا، فالمسلم يكون ظالمًا متعديًا، والكافر معروف ظلمه وشره.

وينبغي علاجه، وتذكيره بالله، وتحذيره من الظلم، فالمسلم قد يخرج بسهولة، يخاف الله إذا ذكر ويخرج، وبعض المسلمين من الجن قد يكون فيه ظلم، وشر كثير، لا يخرج إلا بتعب، والكافر كذلك قد لا يخرج لظلمه وكفره، ولكن مع القراءة قراءة القرآن، والتعوذات الشرعية يخرج -بإذن الله- في الغالب، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة