حكم تشجيع الطلاب بالمال لحفظ القرآن

السؤال:

أنشأت -بفضل الله وتوفيقه- حلقات لتحفيظ القرآن الكريم ابتغاء مرضاة الله في أكثر من خمسين مسجدًا إلى الآن، وكنت قد وعدت كل طالب يحفظ جزءًا من القرآن أن أعطيه خمسين ريالًا، ولكني أخشى أن يكون هدف الطالب الحفظ لغرض الخمسين ريالًا فقط، فينشأ على حب المال، وأكون أنا السبب في ذلك، وأخشى على عقيدتي، فهل أوفي بعهدي لهم؟ علمًا بأن الخمسين ريالاً تشجعهم على الحفظ فعلًا، وبعضهم تخلف عن المسجد لما علم أنه لن يأخذ شيئًا، أم أمنع هذه المكافأة؛ حتى يتعود الحفظ لله خالصًا، دون انتظار أجر على ذلك، أفتونا جزاكم الله؟

الجواب:

لا نعلم بأسًا في هذا، وهذا إن شاء الله عمل صالح؛ لأنهم يتعودون حفظ القرآن، ثم يهديهم الله للإخلاص في العمل، كما يروى عن بعض السلف أنه قال: تعلمنا العلم لغير الله، فأبى أن يكون إلا لله.

فالحاصل: أن التشجيع على حفظ القرآن، وعلى تعلم العلم بالمساعدة، والجوائز، هذا لا حرج فيه -إن شاء الله- وهو يعين بلا شك على الاستمرار في طلب العلم، وفي حفظ القرآن، فنرجو ألا يكون في هذا شيء، وأن الباذل للمال مأجور، لكن من غير زكاة، يكون من مال آخر غير الزكاة، فإن الطالب قد يكون غنيًا لا يستحق الزكاة، فتكون هذه الأمور من غير الزكاة، إلا إذا علم أن الطلبة فقراء، وشجعوا بالمال ليدرسوا، ويتحفظوا القرآن، والذين أهلهم فقراء لا يستطيعون القيام بشؤونهم؛ فهذا لا بأس من الزكاة. 

فتاوى ذات صلة