من أصر على المعصية لا يجالس

س: إنني شاب ولله الحمد محافظ على الصلوات الخمس وأحب تأديتها في المسجد، ولكن مشكلتي أنه يوجد لدي صديق هو محافظ على الصلاة لكنه يستمع الأغاني، وثوبه أسفل من الكعبين، وتوجد صور مكبرة ومعلقة في بيته، وعندما قلت له: إن كل هذا حرام، قال: إن الله يغفر إلا الإشراك به . فماذا علي أن أعمل معه؟ رغم أنه يعلم أنها حرام، وقرأ الكتب التي تثبت ذلك. وما حكم من رأى منكرا ولم ينصح صاحبه؟ أرجو الإفادة جزاكم الله خيرا.
ح/ القنفذة

ج: مثل هذا الرجل لا تنبغي مجالسته لإصراره على المعاصي وإعلانه لها، وليس له حجة في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء: 116] فإنه ليس للعبد أن يقدم على المعاصي احتجاجا بهذه الآية، فقد يكون ممن لا يشاء الله المغفرة له، وقد يعاقب بحرمانه المغفرة وبالطبع على قلبه؛ لإصراره وعدوانه وتهاونه وعصيانه أمر ربه الذي أمره بترك المعاصي وأداء الواجب.
وعلى المسلم نصيحة أخيه إذا رأى منه منكرًا ولو كان يعلم منه أنه يعلم أنه منكر، عملا بقول الله : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة: 2] وقوله : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ الآية [التوبة: 71] وقول النبي ﷺ: الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وقوله ﷺ: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان رواه مسلم في صحيحه وبالله التوفيق[1].

  1. لدعوة العدد 1196 تاريخ 19/11/1409هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 5 /432)
فتاوى ذات صلة