أسباب تسلط الكفار على المسلمين

السؤال:

فضيلة الشيخ أثابه الله، أليس من أسباب تسلط الكفار على المسلمين: عدم رفع راية الجهاد الإسلامي، ورفع راية التوحيد سبب هام، أم لا؟ وكذلك بعثات الشباب إلى الخارج دون أن يفهموا الإسلام فهمًا صحيحًا؛ حتى يصيروا في الخارج مؤثرين، لا متأثرين؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه، أما بعد:

فقد ذكر فضيلة الأخ الشيخ سعود، وذكرت أيضًا أنا بعده أن المذكور هو بعض الأسباب، لا كل الأسباب، الشيخ سعود ذكر بعض الأسباب، وأنا كذلك أيدت ما ذكره من الأسباب، وزدت بعض الشيء من الأسباب، وهناك أسباب أخرى.

ولا شك أن من الأسباب في تسلط الأعداء: عدم قيام المسلمين بالجهاد، وإنما تركوا الجهاد بسبب التفرق الذي أشرنا إليه، لما تفرقوا، ولم يجتمعوا على كلمة، بل صاروا أحزابًا، وأقسامًا، لم يتيسر رفع راية الجهاد والاجتماع على الجهاد. 

والدولة الصغيرة التي ليس عندها من القوة، والقدرة ما تجاهد به يكون الجهاد في حقها غير متيسر، لكن لو تجمع أولئك القادة، وتعاونوا؛ أمكنهم أن يجاهدوا عدوهم، وأمكنهم أن ينصروا على عدوهم إذا صدقوا، وأخلصوا، ونصحوا لله.

فالتفرق، والاختلاف، وعدم الاجتماع هو من أعظم أسباب، ترك الجهاد، وعدم رفع رايته، وكذلك البعثات التي تبعث إلى الخارج من الشباب لا شك أنها من الأسباب التي تضر المسلمين، فإن أغلب الشباب إذا ذهبوا إلى هناك؛ يملي عليهم الأعداء عقائدهم الخبيثة، وأخلاقهم المنحرفة، فيرجع الكثير منهم، أو أكثرهم قد تغيرت عقيدته، وتغير مزاجه، وتغيرت أخلاقه؛ فيصير حربًا على المسلمين، وضدًا للمسلمين، ويكون أيضاً جندًا لأعداء الله على أولياء الله، هذا هو الغالب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فتاوى ذات صلة