الجواب:
الله سبحانه فوق العرش، في العلو، فوق جميع الخلق، عند أهل السنة والجماعة، هكذا جاءت الرسل بهذا -عليهم الصلاة والسلام-، كل الرسل جاؤوا بأن الله فوق العرش، فوق جميع الخلق، ، قال تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى[طه:5] قال سبحانه: أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ [الملك:16] قال -جل وعلا-: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10] قال -جل وعلا-: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ [المعارج:4] قال -جل وعلا-: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف:54] في سبعة مواضع، صرح فيها سبحانه بأنه فوق العرش، قد استوى عليه، استواءً يليق بجلاله وعظمته، لا يشابه الخلق في استوائهم، ولا في غير ذلك من صفاته -جل وعلا-، قال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] قال تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[الإخلاص:1-4] قال سبحانه: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم:65] استفهام إنكار، يعني: لا سمي له، ولا كفء له، «جاء رجل من الصحابة إلى النبي ﷺ بجارية يريد أن يعتقها، قال لها النبي ﷺ: يا جارية، أين الله؟ قالت: في السماء، قال لها: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة أخرجه مسلم في صحيحه.
لما سألها: أين الله؟ قالت: في السماء، فقال: أعتقها فإنها مؤمنة دل ذلك على أن ربنا في السماء، في العلو، فوق العرش، فوق جميع الخلق، وهذا معنى قوله سبحانه: أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ [الملك:16-17] هكذا جاء في سورة الملك، وهذا إجماع أهل السنة والجماعة، أجمع الصحابة، كما أجمعت الرسل -عليهم الصلاة والسلام- أن الله فوق العرش، أن الله في العلو -جل وعلا-، ومن هذا قوله -جل وعلا-: وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى [غافر:36-37] دل على أن موسى أخبره أن الله في العلو، وأنه فوق العرش؛ ولهذا قال فرعون ما قال.
ومن قال: إن الله في كل مكان، أو ليس في العلو، فهو كافر، مكذب لله، ولرسوله، ومكذب لإجماع أهل السنة والجماعة، كـالجهمية وأشباههم، والمعتزلة فهؤلاء من أكفر الناس؛ لإنكارهم أسماء الله وصفاته -جل وعلا-، نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم.